باب المستثنى
بَابُ الْمُسْتَثْنَى
  وَأَدَوَاتُ الِاسْتِثْنَاءِ ثَمَانِيَةٌ:
  حَرْفٌ بِاتِّفَاقٍ، وَهْوَ «إلَّا».
  وَاسْمَانِ بِاتِّفَاقٍ، وَهُمَا: «غيرٌ، وسِوىً» بلغاتها، فَإِنَّه يُقَال فِيهَا: «سِوىً» كَرِضاً، و «سُوىً» كَهُدَىً، وَ «سَوَاءٌ» كَسَمَاءٍ، و «سِواءٌ» كبِناءٍ.
  وَفِعْلَانِ باتفاقٍ، وَهُمَا: «لَيْسَ، ولا يَكُوْنُ».
  ومُتَرَدِّدٌ بَيْن الْفِعْلِيَّةِ وَالحَرْفِيَّةِ، وَهْوَ «خَلاَ، وعَدَا، وحَاشَا»، وَيُقَالُ فِيهَا: «حَاشَ، وحَشَا».
  فَالْمُسْتَثْنَى بِـ «إِلَّا» يُنصَبُ إِذَا كَانَ الكلامُ تامًّا مُوْجَبًا.
  وَالتَّامُّ: هُوَ مَا ذُكِرَ فِيْهِ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ.
  والموجَبُ: هُو الَّذِي لَم يَتَقَدَّمْ عَلَيْهِ نَفْيٌ وَلَا شِبْهُهُ، نَحْوُ قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً}[البقرة ٢٤٩]. وَكَقَوْلِكَ: «قَامَ الْقَوْمُ إلَّا زَيْداً، وَخَرَِجَ النَّاسُ إلَّا عَمْراً»، سواءٌ كَانَ الاسْتِثناءُ مُتَّصِلاً - كَمَا مَثَّلْنَا، أَو مُنْقَطِعًا(١)، نَحْوُ: «قَامَ القومُ إلَّا حِمَارًا».
  وَإِنْ كَانَ الْكَلَامُ تامَّاً غَيْرَ مُوجَبِ جَازَ فِي الْمُسْتَثْنَى الْبَدَلُ وَالنَّصَبُ عَلَى الِاسْتِثْنَاءِ، وَالْأَرْجَحُ فِي الْمُتَّصِلِ الْبَدَلُ، أَيْ: يُجْعَلُ الْمُسْتَثْنَى بَدَلًا مِنَ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُ، فَيَتْبَعُهُ فِي إِعْرَابِهِ، نَحْوَ
(١) المراد بالمتصل أن يكون المستثنى بعضا مما قبله. وبالمنقطع ألا يكون بعضا مما قبله.