متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب الفاعل

صفحة 31 - الجزء 1

بَابُ الْفَاعِلِ

  الْفَاعِلُ: هُوَ الِاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْمَذْكُورُ قَبْلَهُ فِعْلُهُ، أَوْ مَا هُوَ فِي تَأْوِيلِ الْفِعْلِ. وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِرٍ، وَمُضْمَرٍ.

  فَالظَّاهِرُ نَحْو: {قَالَ اللّهُ}⁣[المائدة ١١٥]، {قَالَ رَجُلاَنِ}⁣[المائدة ٢٣]، {وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ}⁣[التوبة ٩٠]، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ}⁣[المطففين ٦]، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}⁣[الروم ٤]، {قَالَ أَبُوهُمْ}⁣[يوسف ٩٤].

  وَالْمُضْمَرُ نَحْو قَوْلِكَ: «ضَرَبْتُ» وَ «ضَرَبْنَا» إِلَى آخِرِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي فَصْلِ الْمُضْمَرِ.

  وَاَلَّذِي فِي تَأْوِيلِ الْفِعْلِ، نَحْو: «أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ؟»، وَقَوْله تَعَالَى: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}⁣[النحل ٦٩].

  وَلِلْفَاعِلِ أَحْكَامٌ، مِنْهَا: أَنَّهُ لا يَجُوزُ حَذْفُهُ؛ لأَنَّهُ عُمْدَةٌ، فَإِنْ ظَهَرَ فِي اللَّفْظِ نَحْو: «قَامَ الزَّيْدَانِ» وَ «الزَّيْدَانِ قَامَا» فَذَاكَ، وَإِلَّا فَهُوَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ، نَحْو: «زَيْدٌ قَامَ».

  وَمِنْهَا: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُهُ عَلَى الْفِعْلِ، فَإِنْ وُجِدَ مَا ظَاهِرُهُ أَنَّهُ فَاعِلٌ مُقَدَّمٌ وَجَبَ تَقْدِيرُ الْفَاعِلِ ضَمِيرًا مُسْتَتِرًا.

  وَيَكُونُ الْمُقَدَّمُ: إمَّا مُبْتَدَأً، نَحْو: «زَيْدٌ قَام». وَإمَّا فَاعِلًا بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، نَحْو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}⁣[التوبة ٦]؛ لِأَنَّ أَدَاةَ الشَّرْطِ لَا تَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَإِ⁣(⁣١).


(١) لأنها مختصة بالجملة الفعلية.