باب الفاعل
بَابُ الْفَاعِلِ
  الْفَاعِلُ: هُوَ الِاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْمَذْكُورُ قَبْلَهُ فِعْلُهُ، أَوْ مَا هُوَ فِي تَأْوِيلِ الْفِعْلِ. وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِرٍ، وَمُضْمَرٍ.
  فَالظَّاهِرُ نَحْو: {قَالَ اللّهُ}[المائدة ١١٥]، {قَالَ رَجُلاَنِ}[المائدة ٢٣]، {وَجَاء الْمُعَذِّرُونَ}[التوبة ٩٠]، {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ}[المطففين ٦]، {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ}[الروم ٤]، {قَالَ أَبُوهُمْ}[يوسف ٩٤].
  وَالْمُضْمَرُ نَحْو قَوْلِكَ: «ضَرَبْتُ» وَ «ضَرَبْنَا» إِلَى آخِرِهِ، كَمَا تَقَدَّمَ فِي فَصْلِ الْمُضْمَرِ.
  وَاَلَّذِي فِي تَأْوِيلِ الْفِعْلِ، نَحْو: «أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ؟»، وَقَوْله تَعَالَى: {مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ}[النحل ٦٩].
  وَلِلْفَاعِلِ أَحْكَامٌ، مِنْهَا: أَنَّهُ لا يَجُوزُ حَذْفُهُ؛ لأَنَّهُ عُمْدَةٌ، فَإِنْ ظَهَرَ فِي اللَّفْظِ نَحْو: «قَامَ الزَّيْدَانِ» وَ «الزَّيْدَانِ قَامَا» فَذَاكَ، وَإِلَّا فَهُوَ ضَمِيرٌ مُسْتَتِرٌ، نَحْو: «زَيْدٌ قَامَ».
  وَمِنْهَا: أَنَّهُ لَا يَجُوزُ تَقْدِيمُهُ عَلَى الْفِعْلِ، فَإِنْ وُجِدَ مَا ظَاهِرُهُ أَنَّهُ فَاعِلٌ مُقَدَّمٌ وَجَبَ تَقْدِيرُ الْفَاعِلِ ضَمِيرًا مُسْتَتِرًا.
  وَيَكُونُ الْمُقَدَّمُ: إمَّا مُبْتَدَأً، نَحْو: «زَيْدٌ قَام». وَإمَّا فَاعِلًا بِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ، نَحْو: {وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ}[التوبة ٦]؛ لِأَنَّ أَدَاةَ الشَّرْطِ لَا تَدْخُلُ عَلَى الْمُبْتَدَإِ(١).
(١) لأنها مختصة بالجملة الفعلية.