باب الفاعل
  وَمِنْهَا: أَنَّ فِعْلَهُ يُوَحَّدُ مَع تَثْنِيَتِهِ وَجَمْعِهِ كَمَا يُوَحَّدُ مَعَ إفْرَادِهِ، فَتَقُولُ: «قَامَ الزَّيْدَانِ» وَ «قَامَ الزَّيْدُونَ» كَمَا تَقُول: «قَامَ زَيْدٌ»، قَال اللَّه تَعَالَى: {قَالَ رَجُلاَنِ}[المائدة ٢٣]، {وَجَاءَ الْمُعَذِّرُونَ}[التوبة ٩٠]، {وَقَالَ الظَّالِمُونَ}[الفرقان ٨]، {وَقَالَ نِسْوَةٌ}[يوسف ٣٠].
  وَمِنَ الْعَرَبِ مَن يُلْحِقُ الْفِعْلَ عَلَامَةَ التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ إِذَا كَانَ الْفَاعِلُ مُثْنَّىً أَو جَمْعًا، فَيَقُولُ: «قَامَا الزَّيْدَانِ» وَ «قَامُوا الزَّيْدُونَ» وَ «قُمْنَ الْهِنْدَاتِ»، وَتُسَمَّى لُغَةَ «أَكَلُونِي الْبَرَاغِيثُ»؛ لأَنَّ هَذَا اللَّفْظَ سُمِعَ مِن بَعْضِهِم، وَمِنْهُ الْحَدِيث: «يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلَائِكَةٌ بِاللَّيْلِ ومَلَائِكَةٌ بِالنَّهَارِ». وَالصَّحِيحُ أَنَّ الْأَلَفَ وَالْوَاوَ وَالنُّونَ أَحْرُفٌ دَالَّةٌ عَلَى التَّثْنِيَةِ وَالْجَمْعِ، وَأَنَّ الْفَاعِلَ مَا بَعْدَهَا.
  وَمَنْهَا: أَنَّهُ يَجِبُ تَأْنِيثُ الْفِعْلِ بِتَاءٍ سَاكِنَةٍ فِي آخِرِ الْمَاضِي، وَبِتَاءِ الْمُضَارَعَةِ فِي أَوَّلِ الْمُضَارِعِ إِذَا كَانَ الْفَاعِلُ مُؤَنَّثًا حَقِيقِيَّ التَّأْنِيثِ، نَحْو: «قَامَتْ هِنْدٌ» وَ «تَقُوُمُ هِنْدٌ».
  وَيَجُوزُ تَرَكُ التَّاءِ إِذَا كَانَ الْفَاعِلُ مَجَازِيَّ التَّأْنِيثِ، نَحْو: «طَلَعَ الشَّمْسُ»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ صَلاَتُهُمْ عِندَ الْبَيْتِ إِلاَّ مُكَاءً وَتَصْدِيَةً}[الأنفال ٣٥].
  وَحُكْمُ الْمُثَنَّى وَالْمَجْمُوعِ جَمَعَ تَصْحِيحٍ حُكْمُ الْمُفْرَدِ، فَتَقُولُ: «قَامَ الزَّيْدَانِ» وَ «قَامَ الزَّيْدُونَ» وَ «قَامَتِ الْمُسْلِمَتَانِ» وَ «قَامَتِ الْمُسْلِمَاتُ». وَأَمَّا جَمَعُ التَّكْسِيرِ فَحُكْمُهُ حُكْمُ الْمَجَازِيِّ التَّأْنِيثِ، تَقُولُ: «قَامَ الرِّجَالُ» وَ «قَامَتِ الرِّجَالُ»، وَ «قَامَ الْهُنُودُ» وَ «قَامَتِ الْهُنُودُ».