متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المفعول المطلق

صفحة 58 - الجزء 1

  وَإِذَا كَانَ الْمُنَادَى مضافاً إِلَى مُضَافٍ إِلَى الْيَاءِ مِثْل: «يَا غُلَامَ غُلَامِي» لَمْ يَجُزْ فِيْهِ إلَّا إثباتُ الْيَاءِ مفتوحةً أَو ساكنةً، إلَّا إِذَا كَانَ «ابْنَ عمٍّ» أو «ابْنَ أُمٍّ» فَيَجُوزُ فِيهِمَا أَرْبَعُ لُغَاتٍ:

  حَذْفُ الْيَاءِ مَعَ كَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِهَا، وبهما قُرِئَ فِي السَّبْعَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {يَا ابْنَ أُمَّ}⁣[طه ٩٤].

  - وَإِثْبَاتُ الْيَاءِ، كَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

  يَا ابْنَ أُمِّي ويا شُقَيِّقَ نَفْسِي ... أَنْتَ خلَّفْتَنِي لِدَهرٍ شَدِيدٍ

  - وَقَلْبُ الْيَاءِ ألفاً، كقوله:

  يَا ابْنَةَ عَمَّا لا تلومِي واهجَعي ... فَلَيْسَ يَخْلُو عَنْكِ يَوْمًا مَضْجَعِي

بَابُ الْمَفْعُولِ الْمُطْلَقِ

  وَهْوَ الْمَصْدَرُ الفَضْلَةُ الْمُؤَكِّدُ لِعَامِلِهِ، أَو الْمُبِيِّنُ لِنَوْعِهِ أَو عَدَدِهِ.

  فَالْمُؤَكِّدُ لِعَامِلِهِ نَحْو: {وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا}⁣[النساء ١٦٤]، وَ «ضَرَبْتُ ضَرْبًا». وَالْمُبَيِّنُ لِنَوْعِ عامِلِهِ نَحْو: {فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ}⁣[القمر ٤٢]، وَقَوْلِكَ: «ضَرَبْتُ زيدًا ضَرْبَ الْأَمِيرِ». وَالْمُبَيِّنُ لِعَدَدِ عَامِلِهِ نَحْو: {فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}⁣[الحاقة ١٤]، وَقَوْلِكَ: «ضَرَبْتُ زَيْدًا ضَرْبَتَيْنِ». وَهْوَ قِسْمَانِ: لَفْظِيٌّ وَمَعْنَوِيٌّ. فَإِنْ وَافَقَ لَفْظَ فِعْلِهِ فَهُوَ لَفْظِيٌّ كَمَا تَقَدَّمَ، وَإِنْ وَافَقَ مَعْنَى فِعْلِهِ فَهُو مَعْنَوِيٌّ، نَحْو: «جَلَسْتُ قعودًا، وَقُمْتُ وقوفًا».