متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب الحال

صفحة 63 - الجزء 1

بَابُ الْحَالِ

  هُوَ الِاسْمُ الْمَنْصُوبُ الْمُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مَن الْهَيْئَاتِ:

  - إمَّا مِنَ الْفَاعِلِ، نَحْوِ: «جَاءَ زيدٌ رَاكِبًا»، وَقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا}⁣[القصص ٢١].

  - أَو مِنَ الْمَفْعُولِ، نَحْو: «رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجًا»، وَقَوْله تَعَالَى: {وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا}⁣[النساء ٧٩].

  - أَو مِنْهُمَا، نَحْو: «لَقِيْتُ عَبدَ اللَّهِ رَاكِبَينِ».

  وَلَا يَكُونُ الْحَالُ إلَّا نَكِرَةً، فَإِنْ وَقَعَ بِلَفْظِ الْمَعْرِفَةِ فَمُأَوَّلٌ بِنَكِرَةٍ، نَحْو: «جَاءَ زيدٌ وَحْدَهُ»، أَي: مُنْفَرِدًا.

  وَالْغَالِبُ كَوْنُهُ مُشْتَقًّا، وَقَد يَقَعُ جَامِدًا مُؤَوَّلًا بِمُشْتَقٍّ، نَحْو: «بَدَتِ الْجَارِيَةُ قَمَرًا»، أَي: مُضِيئَةً، «وَبِعْتُهُ يَدًا بِيَدٍ»، أَي: مُتَقَابِضَيْنِ، وَ «ادْخُلُوا رَجُلًا رَجُلًا»، أَي: مُتَرَتِّبِيْنَ.

  وَلَا يَكُوْنُ إلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ، أَي: بَعْدَ جُمْلَةٍ تَامَّةٍ، بِمَعْنَى: أَنَّهُ لَيْسَ أَحَدَ جُزْأَي الْجُمْلَةِ، وَلِيسَ الْمُرَادُ بِتَمَامِ الْكَلَامِ أنْ يَكُونَ الْكَلَامُ مُسْتَغْنِيًا عَنْهُ؛ بِدَلِيلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا}⁣[الإسراء ٣٧].

  وَلَا يَكُونُ صَاحِبُ الْحَالِ إلَّا مَعْرِفَةً، كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْأَمْثِلَةِ، أَو نَكِرَةً بِمُسَوِّغٍ، نَحْو: «فِي الدَّارِ جَالِسًا رَجُلٌ⁣(⁣١)»، وَقَوْله تَعَالَى:


(١) المسوغ لها في هذا المثال تقدم الحال على صاحبها، وفي الآية الثانية تخصيص النكرة بالإضافة، وفي الآية الثالثة تخصيصها بتقدم النفي عليها، وفي الآية الرابعة تخصيصها بالوصف.