متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب التمييز

صفحة 65 - الجزء 1

  فـ {خيرًا} تَمْيِيزٌ لِـ {مِثْقَال ذَرَّةٍ}.

  وَالرَّابِعُ: مَا كانَ فَرْعًا لِلتَّمْيِيزِ، نَحْو: «هَذَا خَاتَمٌ حَدِيدًا، وَبَابٌ سَاجًا، وُجُبَّةٌ خَزًّا».

  وَالْمُبَيِّنُ لِإِبْهَامِ النِّسْبَة: إمَّا مُحَوَّلٌ عَنِ الْفَاعِل، نَحْو: «تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقًا»، وَ «تَفْقَّأَ بَكْرٌ شَحْمًا»، وَ «طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْسًا»، وَقَوْله تَعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}⁣[مريم ٤].

  وإما مُحَوَّلٌ عَن الْمَفْعُولِ، نَحْو: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا}⁣[القمر ١٢].

  أَوْ عَن غَيْرِهِمَا، نَحْو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا}⁣[الكهف ٣٤]، و «زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْك أبًا، وَأَجْمَلُ مِنْك وجهاً»⁣(⁣١). أَو غَيرَ مُحَوَّلٍ، نَحْو: «امْتَلَأ الْإِنَاءُ ماءً، وللهِ دَرُّهُ فارِساً».

  ولا يَكُونُ التَّمْيِيزُ إلَّا نَكِرَةً، ولا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ بِالْمَعْنَى الْمُتَقَدِّمِ فِي الْحَالِ.

  وَالنَّاصِبُ لِتَمْيِيزِ الذَّاتِ الْمُبْهَمَةِ تِلْكَ الذَّاتُ⁣(⁣٢)، وَلِتَمْيِيزِ النِّسْبَةِ الْفِعْلُ الْمُسْنَدُ.

  ولا يَتَقَدَّمُ التَّمْيِيزُ عَلَى عَامِلِهِ مُطْلقاً⁣(⁣٣). وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.


(١) وهو هنا محول عن المبتدأ، وأصله: مالي أكثر منك، وأبو زيد أكرم منك، وعلى هذا فقس.

(٢) فالناصب لـ «غلاماً» في قولك: «اشتريت عشرين غلاما» هي عشرين، والذي نصب «نفسا» في قولك: «طاب محمد نفسا»: هو طاب.

(٣) أي: سواء كان عامله اسماً أو فعلاً، جامداً أو متصرفاً.