باب التمييز
  فـ {خيرًا} تَمْيِيزٌ لِـ {مِثْقَال ذَرَّةٍ}.
  وَالرَّابِعُ: مَا كانَ فَرْعًا لِلتَّمْيِيزِ، نَحْو: «هَذَا خَاتَمٌ حَدِيدًا، وَبَابٌ سَاجًا، وُجُبَّةٌ خَزًّا».
  وَالْمُبَيِّنُ لِإِبْهَامِ النِّسْبَة: إمَّا مُحَوَّلٌ عَنِ الْفَاعِل، نَحْو: «تَصَبَّبَ زَيْدٌ عَرَقًا»، وَ «تَفْقَّأَ بَكْرٌ شَحْمًا»، وَ «طَابَ مُحَمَّدٌ نَفْسًا»، وَقَوْله تَعَالَى: {وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا}[مريم ٤].
  وإما مُحَوَّلٌ عَن الْمَفْعُولِ، نَحْو: {وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا}[القمر ١٢].
  أَوْ عَن غَيْرِهِمَا، نَحْو: {أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالًا}[الكهف ٣٤]، و «زَيْدٌ أَكْرَمُ مِنْك أبًا، وَأَجْمَلُ مِنْك وجهاً»(١). أَو غَيرَ مُحَوَّلٍ، نَحْو: «امْتَلَأ الْإِنَاءُ ماءً، وللهِ دَرُّهُ فارِساً».
  ولا يَكُونُ التَّمْيِيزُ إلَّا نَكِرَةً، ولا يَكُونُ إلَّا بَعْدَ تَمَامِ الْكَلَامِ بِالْمَعْنَى الْمُتَقَدِّمِ فِي الْحَالِ.
  وَالنَّاصِبُ لِتَمْيِيزِ الذَّاتِ الْمُبْهَمَةِ تِلْكَ الذَّاتُ(٢)، وَلِتَمْيِيزِ النِّسْبَةِ الْفِعْلُ الْمُسْنَدُ.
  ولا يَتَقَدَّمُ التَّمْيِيزُ عَلَى عَامِلِهِ مُطْلقاً(٣). وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(١) وهو هنا محول عن المبتدأ، وأصله: مالي أكثر منك، وأبو زيد أكرم منك، وعلى هذا فقس.
(٢) فالناصب لـ «غلاماً» في قولك: «اشتريت عشرين غلاما» هي عشرين، والذي نصب «نفسا» في قولك: «طاب محمد نفسا»: هو طاب.
(٣) أي: سواء كان عامله اسماً أو فعلاً، جامداً أو متصرفاً.