ذكر وفاته #، وموضع قبره، وبركته
  بَيْنَا أَنَا ذَاتُ لَيْلَةٍ نَائِماً فِيْ الْجَامِعِ الْمُبَارَكِ، وَذَلِكَ فِيْ وَقْتِ الْفِتَنِ بَيْنَ أَهْلِ صَعْدَةَ وَخَوْلاَنَ وَقَدْ خُرِّبَ مَا حَوْلَ الْمَسْجِدِ وَحُفِظَتْ بَابُهُ، وَأَنَا فِيْ لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنَ الشَّهْرِ وَنُوْرِ الْقَمَرِ لاَ يَخْفَى مَعَهُ شَيْءٌ، فَانْتَبَهْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طَوِيْلِ الْقَامَةِ حَسَنِ الْهَيْئَةِ، قَدِ انْثَنَى مِنْ مِحْرَابِ الْمَسْجِدِ، فَقُمْتُ فَزِعاً مَرْعُوْباً؛ لِعِلْمِي أَنَّهُ لاَ يَدْخُلُ الْمَسْجِدَ أَحَدٌ فِيْ اللَّيْلِ مَعَ شِدَّةِ الْمَخَافَةِ وَحِفْظِ الأَبْوَابِ، فَهِبْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ، فَنَظَر إِلَيَّ سَاعَةً، ثُمَّ انْتَقَلَ إِلَى غَرْبِيِّ الْمَسْجِدِ فَطَافَ عَلَى الْقُبُوْرِ؛ فَلَمَّا وَصَلَ إِلَى قَبْرِ يَحْيَى أَقَامَ عَلَيْهِ طَوِيْلاً وَكَانَ آخِرَ الْعَهْدِ بِهِ.
  وَحَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيْهِ وَكَانَ مِمَّنْ قَرَأَ عَلَى الْفَقِيْهِ فَخْرِ الدِّيْنَ زَيْدِ بن الْحَسَنِ الْبَيَهَقِيِّ، عَنْ أُسْتَاذِهِ أَنَّ أَكْثَرَ مَا دَعَاهُ إِلَى الْخُرُوْجِ إِلَى الْيَمَنِ مَحَبَّةُ زِيَارَتِهِ قَبْرَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ #.