[الباب الثاني عشر] في ذكر أفضل التجارة وهو الجهاد
[الباب الثاني عشر] في ذكر أفضل التجارة وهو الجهاد
  (٢٣٥) وَبِالإِسْنَادِ الْمُتَقَدِّمِ إِلَى يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ # قَالَ: إِنِّي لأَعْرِفُ تِجَارَةً لِلَّهِ دَرُّهَا مِنْ تِجَارَةٍ يَرْبَحُ تَاجِرُهَا، وَيُسَرٌّ طَالِبُهَا، وَيُوَفَّقُ مُشْتَرِيهَا، وَيُنْعَمُ صَاحِبُهَا، وَيَتَمَلَّكُ مَنْ دَخَلَ فِيْهَا، وَيُؤسرِ مَنْ آثَرَهَا، تِجَارَةٌ تُنْجِي مِنْ عَذَابٍ أَلِيْمٍ، وَلَكِنْ لاَ طَالِبَ لَهَا فَأَذْكُرَهَا، وَلاَ رَاغِبَ فِيْهَا فَأَشْرَحَهَا، وَلاَ مُؤْثِرَ لَهَا فَأُفَسِّرَهَا، وَبَلَى وَعَسَى. {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}[الشرح: ٥، ٦] عَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْتَاحَ لِدِيْنِهِ، وَيُعِزَ أَوْلِيَاءَهُ، وَيُذِلَّ أَعْدَاءَهُ، فَإِنَّهُ يَقُوْلُ ø: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ}[المائدة: ٥٢] وَفِيْ ذَلِكَ مَا يَقُوْلُ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «اشْتَدِّي أَزْمَةُ تَنْفَرِجِي».
  وَفِي ذَلِكَ مَا يَقُوْلُ جَدِّي الْقَاسِمُ بن إِبْرَاهِيْمَ #:
  عَسَى بِالْجُنُوبِ الْعَارِيَاتِ سَتَكْتَسِي ... وَبِالْمُسْتَذَلِّ الْمُسْتَضَامِ سَيُنْصَرُ
  عَسَى مَشْرَبٌ يَصْفُو فَتُرْوَى ظُمَيَّةٌ ... أَطَالَ صَدَاهَا الْمَنْهَلُ الْمُتَكَدِّرُ
  عَسَى جَابِرُ الْعَظْمِ الْكَسِيْرِ بِلُطْفِهِ ... سَيَرْتَاحُ لِلْعَظْمِ الْكَسِيْرِفَيُجْبَرُ
  عَسَى اللَّهُ لاَ تَيْأَسْ مِنَ اللَّهِ إِنَّهُ ... يَسِيرٌ عَلَيْهِ مَا يعزُّ وَيَكْبُرُ
  عَسَى صُوَرٌ أَمْسَى لَهَا الْجَوْرُ دَافِناً ... سَيُنْعِشُهَا عَدْلٌ يُنِيْرُ فَتَظْهَرُ
  عَسَى بِالأُسَارَى سَوْفَ تَنْفَكُّ عَنْهُمُ ... وَثَائِقُ أَدْنَاهَا الْحَدِيْدُ الْمُسَمَّرُ
  عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللَّه عَاجِلاً ... بِدَوْلَةِ مَهْدِيٍّ يَقُوْمُ فَيْظْهَرُ