درر الأحاديث النبوية بالأسانيد اليحيوية،

عبدالله بن محمد بن أبي النجم (المتوفى: 647 هـ)

[الباب الأول] في الزهد ومحاسن الأخلاق والحث على طاعة الخلاق

صفحة 38 - الجزء 1

  حَاجاًّ أَوْ مُعْتَمِراً إِلَى بَيْتِ اللَّهِ، وَرَجُلٌ خَرَجَ مُجَاهِداً فِي سَبِيلِ اللَّه: - قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ: هَذَا أَعْظَمُهُمْ خَطَراً عِنْدَ اللَّهِ - وَرَجُلٌ ضَارِبٌ فِي الأَرْضِ يَطْلُبُ مِن فَضْلِ اللَّهِ مَا يَكُفُّ بِهِ نَفْسَهُ وَيَعُودُ بِهِ عَلَى عِيَالِهِ، وَرَجُلٌ قَامَ فِي جَوْفِ الَّيْلِ بَعْدَمَا هَدَأَتْ كُلُّ عَيْنٍ فَأَسْبَغَ الطَّهُورَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى بَيْتٍ مِنْ بُيُوتِ اللَّهِ فَهَلَكَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَلِكَ».

  (٢) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ رسول الله ÷ أَنَّهُ شَكَى إِلَيْهِ رَجُلٌ بَعْضَ مَا يَكُوْنُ، فَقَالَ لَهُ: «أَيْنَ أَنْتَ عَن الاسْتِغْفَارِ»، ثُمَّ قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷: «مَنْ خَتَمَ يَوْمَهُ يَقُولُ عَشْرَ مَرَّاتٍ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيَّ الْقَيُّومَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ مِنْهُ فِي يَوْمِهِ، أَوْ قَالَهَا فِي لَيْلٍ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا كَانَ مَنْهُ فَي لَيْلَتِهَ».

  (٣) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ رسول الله ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ خَرَجَ مِنْ عَيْنَيْهِ مَقْيَاسُ ذُبَابٍ دُمُوعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ».

  (٤) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ سَلْمَانَ الفَارِسِي - رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ - أَنَّهُ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ زَائِراً لأُنَاسِيَّةٍ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ كَانُوا بَايَعُوا رَسُوْلَ اللَّهِ ÷ عَلَى الإسْلاَمِ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يُصَافِحُهُمْ وَاحِداً وَاحِداً، فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ: «يَاسَلْمَانُ، أَلاَ أُبَشِّرُكَ»، قُلْتُ: بَلَى يَارَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهِ زَاِئراً لإِخْوَةٍ لَهُ مِنَ الْمُسْلِميِنَ إِلاَّ خَاضَ فِي رَحْمَةِ اللَّهِ، وَشَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، حَتَّى إِذَا الْتَقُوا وَتَصَافَحُوا كَانُوا كَالْيَدَيْنِ الَّتِي تَغْسِلُ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى، وَغُفِرَ لَهُمْ مَاسَلَفَ وَأُعْطُوا مَا سَأَلَوا».