وصية أمير المؤمنين #
  يَرْوِي وَيَقُوْلُ: «إِذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ جُعِلَ سَرَادِقُ مِن نَارٍ، وَجُعِلَ فِيهِ أَعْوَانُ الظَّالِمِيْنَ، وَتُجْعَلُ لَهُم أَظَافِيْرُ مِنْ حَدِيْدٍ يَحُكُّونَ بِهَا أَبْدَانَهُم، حَتَّى تَبْدُوَ أَفْئِدَتُهُم، وَيَقُولُونَ رَبَّنَا أَلَمْ نَعْبُدْكَ؟ فَيُقَالُ: بَلَى، وَلَكِنَّكُم كُنْتُم أَعْوَاناً لِلظَّالِمِيْنَ».
  (٥٠) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «مَنْ سَوَّدَ عَلَيْنَا فَقَدْ شَرَكَ فِي دِمَائِنَا».
  (٥١) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «لاَ يَحِلُّ لِعَيْنٍ تَرَى اللَّهَ يُعْصَى فَتَطْرِفَ حَتَّى تُغَيِّرَ أَوْ تَنْصَرِفَ».
  (٥٢) وَقَالَ #: بَلَغَنَا عَنْ رَسُوْلِ اللَّهِ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «اضْمَنُوا لِي سِتًّا أَضْمَنْ لَكُم الْجَنَّةَ، أَوْفُوا إِذَا وَعَدتُّمْ، وَأَدُّوا إِذَا اؤْتُمِنْتُمْ، وَاصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَصِلُوا أَرْحَامَكُمْ».
  (٥٣) قَالَ يَحْيَى بن الْحُسَيْنِ: تَصْدِيقُ ذَلِكَ فِيْ الْقُرْآنِ ظَاهِرٌ، وَالْغِيْبَةُ وَالْكِبْرُ مِنْ أَخْلاَقِ الْكَافِرِيْنَ، وَلَيْسَتْ مِنْ أَخْلاَقِ الْمُؤْمِنِينَ، وَفِيْ ذَلِكَ مَا قَالَ رَسُوْلُ اللَّهِ ÷ لِلزُّبَيْرِ وَصَاحِبِهِ حَيْثُ تَنَاوَلا مِنْ مَاعِزِ بن مَالِكٍ مِنْ بَعْدِ أَنْ رَجَمَهُ الرسول ÷ فَقَالاَ: انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَهَتَكَ نَفْسَهُ حَتَّى رُجِمَ كَمَا يُرْجَمُ الْكَلْبُ، فَسَكَتَ عَنْهُمَا رَسُوْل اللَّهِ ÷ حَتَّى أَجَازَا بِجِيْفَةِ حِمَارٍ شَاغِرٍ بِرِجْلِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «انْزَلاَ فَأَصِيبَا مِنْ هَذَا الْحِمَارِ»، فَقَالاَ: يَا رَسُوْلَ اللَّهِ، أَنْأَكُلُ الْمَيْتَةَ؟ فَقَالَ: «لَمَا أَصَبْتُمَا مِنْ صَاحِبِكُمَا آنِفاً أَعْظَمُ مِنْ إِصَابَتِكُمَا مِنْ هَذِهِ الْجِيفَةِ، إِنَّهُ الآنَ لَيَنْغَمِسُ فِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ».