الرسالة الصادعة بالدليل في الرد على صاحب التبديع والتضليل،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

[ادعاء صاحب الرسالة المخالفة للسلف، والجواب عليه]

صفحة 163 - الجزء 1

  وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسٍ بِدِمَشْق، وَهْوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ؟.

  فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ.

  وَفِي لَفْظٍ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ شَيْئًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ إِلَّا قَدْ أَنْكَرْتُهُ اليَوْمَ.

  وَقَالَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ بَيْنَ أَظْهُرِنَا هَلْ كَانَ يُنْكِرُ شَيْئًا مِمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ؟ فَغَضِبَ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَقَالَ: وَهَلْ كَانَ يَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟.

  وَقَالَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: صَلَّى الْحَسَنُ [البَصْرِيُّ] الْجُمْعَةَ وَجَلَسَ فَبَكَى، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَبَا سَعِيْدٍ؟.

  فَقَالَ: تَلُومُونَنِي عَلَى الْبُكَاءِ؟! وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ اطَّلَعَ مِنْ بَابِ مَسْجِدِكُمْ مَا عَرَفَ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ أَنْتُمُ اليَوْمَ عَلَيْهِ إِلَّا قِبْلَتَكُمْ هَذِهِ.

  وَهَذِهِ هِيَ الْفِتْنَةُ العُظْمَى.

  وَعَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] ابْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ [الْكَامِلُ] ¥ يُكْثِرُ الْجُلُوسَ إِلَى رَبِيْعَةَ، قَالَ: فَتَذَاكَروا يَوْمًا السُّنَنَ، فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ: لَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا.

  فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَثُرَ الْجُهَّالُ حَتَّى يَكُونُوا هُمُ الْحُكَّام فَهُم الْحُجَّةُ عَلَى الْسُّنَّةِ؟!.

  فَقَالَ رَبِيْعَةُ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كَلَامُ أَبْنَاءِ الأَنْبِيَاءِ.

  نَعَم، فَالْوَاجِبُ: هَدْمُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَمَحْوُ أَثَرِهِ، كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ ÷ عَلِيًّا ¥ بِهَدْمِ القُبُورِ الْمُشْرِفَةِ، وَتَسْوِيَتِهَا بِالأَرْضِ».

  الْجَوَابُ: هَا هُنَا أَعْظَمُ العَجَبِ مِنْكَ أَيُّهَا الْمُتَرَسِّلُ.