[ادعاء صاحب الرسالة المخالفة للسلف، والجواب عليه]
  وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسٍ بِدِمَشْق، وَهْوَ يَبْكِي، فَقُلْتُ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ؟.
  فَقَالَ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلَّا هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَهَذِهِ الصَّلَاةُ قَدْ ضُيِّعَتْ.
  وَفِي لَفْظٍ: مَا كُنْتُ أَعْرِفُ شَيْئًا فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ إِلَّا قَدْ أَنْكَرْتُهُ اليَوْمَ.
  وَقَالَ الْحَسَنُ البَصْرِيُّ: سَأَلَ رَجُلٌ أَبَا الدَّرْدَاءِ، فَقَالَ: رَحِمَكَ اللَّهُ لَوْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ÷ بَيْنَ أَظْهُرِنَا هَلْ كَانَ يُنْكِرُ شَيْئًا مِمَّا نَحْنُ عَلَيْهِ؟ فَغَضِبَ وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ، وَقَالَ: وَهَلْ كَانَ يَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَنْتُمْ عَلَيْهِ؟.
  وَقَالَ الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ: صَلَّى الْحَسَنُ [البَصْرِيُّ] الْجُمْعَةَ وَجَلَسَ فَبَكَى، فَقِيْلَ لَهُ: مَا يُبْكِيْكَ يَا أَبَا سَعِيْدٍ؟.
  فَقَالَ: تَلُومُونَنِي عَلَى الْبُكَاءِ؟! وَلَوْ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْمُهَاجِرِيْنَ اطَّلَعَ مِنْ بَابِ مَسْجِدِكُمْ مَا عَرَفَ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ ÷ أَنْتُمُ اليَوْمَ عَلَيْهِ إِلَّا قِبْلَتَكُمْ هَذِهِ.
  وَهَذِهِ هِيَ الْفِتْنَةُ العُظْمَى.
  وَعَنْ [عَبْدِ اللَّهِ] ابْنِ إِسْحَاقَ الْجَعْفَرِيِّ، قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ [الْكَامِلُ] ¥ يُكْثِرُ الْجُلُوسَ إِلَى رَبِيْعَةَ، قَالَ: فَتَذَاكَروا يَوْمًا السُّنَنَ، فَقَالَ رَجُلٌ كَانَ فِي الْمَجْلِسِ: لَيْسَ الْعَمَلُ عَلَى هَذَا.
  فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَثُرَ الْجُهَّالُ حَتَّى يَكُونُوا هُمُ الْحُكَّام فَهُم الْحُجَّةُ عَلَى الْسُّنَّةِ؟!.
  فَقَالَ رَبِيْعَةُ: أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا كَلَامُ أَبْنَاءِ الأَنْبِيَاءِ.
  نَعَم، فَالْوَاجِبُ: هَدْمُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَمَحْوُ أَثَرِهِ، كَمَا أَمَرَ النَّبِيُّ ÷ عَلِيًّا ¥ بِهَدْمِ القُبُورِ الْمُشْرِفَةِ، وَتَسْوِيَتِهَا بِالأَرْضِ».
  الْجَوَابُ: هَا هُنَا أَعْظَمُ العَجَبِ مِنْكَ أَيُّهَا الْمُتَرَسِّلُ.