[مخالفة سلف صاحب الرسالة لأهل البيت $]
  يَرْوِي أَحَادِيْثَ وَيَرْوِي نَقْضَا ... مُخَالِفًا بَعْضَ الْحَدِيْثِ بَعْضَا
  وَبِقَوْلِ آخَرَ(١):
  لَيْسَ يَدْرُونَ أَنَّهُمْ لَيْسَ يَدْرُونَ ... بَلِ الْجَهْلُ عَمَّهُمْ تَوْرِيثَا
  وَتَسَمَّوا أَهْلَ الْحَدِيْثِ وَهَاهُمْ ... لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثَا
[مخالفة سلف صاحب الرسالة لأهل البيت $]
  وَلَوْ أَمْعَنْتَ النَّظَر، وَأَجَلْتَ الْفِكَر، لَعَلِمْتَ أَنَّ التَّغْيِيْرَ وَالتَّبْدِيْلَ لَمْ يَكُنْ بدْؤُهُ إِلَّا مِنْ مُخَالَفَةِ سَلَفِكَ - الَّذِيْنَ رُمْتَ الاِحْتِجَاجَ بِهِم - لآلِ مُحَمَّدٍ ÷ الْمَأْمُورِ بِالتَّمَسُّكِ بِهِمْ، وَلُزُومِ سَفِيْنَتِهِمْ كَمَا وَقَعَ مِنَ النَّاكِثِيْنَ وَالقَاسِطِيْنَ وَالْمَارِقِيْن، وَمَنْ حَذَا حَذْوَهُمْ مِنْ عُلَمَاءِ السُّوءِ الْمُضِلِّيْن، وَكَرَعَ مِنْ آجِنِ ضَلَالَتِهِم الرَّدِيَّة، وَبِدَعِ أَشْيَاعِهِم النَّاصِبِيَّة، وَسَائِرِ الفِرَقِ الغَوِيَّة.
[حكم صاحب الرسالة بهدم القبور، ومحو أثرها، والجواب عليه]
  وَأَمَّا قَوْلُكَ: «فَالْوَاجِبُ هَدْمُ ذَلِكَ كُلِّهِ، وَمَحْوُ أَثَرِهِ ...» إلخ.
  فَنَقُولُ: هَذَا حُكْمٌ صَادِرٌ عَنْ غَيْرِ دَلَالَةٍ وَاضِحَة، وَلَا أَمَارَةٍ لَائِحَة، فَلَمْ يَرِدْ فِي الأَخْبَارِ الَّتِي أَوْرَدْتَهَا وَلَا غَيْرِهَا مَا تَوَهَّمْتَهُ مِنْ مَحْوِ آثَارِهَا، وَتَسْوِيَتِهَا بِالأَرْضِ أَصْلًا.
  وَقَدْ تَقَدَّمَ الْجَوَابُ عَلَى مَا أَوْرَدْتَهُ مِنَ الْشُّبَهِ فِي ذَلِكَ.
  فَالْعَجَبُ مِنْ نِسْبَةِ الأَحْكَامِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ÷ الَّتِي لَمْ يَقُلْ بِهَا، وَلَمْ يَدُلَّ عَلَيْهَا دَلِيْلٌ وَلَا أَمَارَةٌ، وَقَدْ قَالَ ÷: «مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ».
(١) هو السيد العلامة أبو بكر بن شهاب الحسيني، كما في ديوانه (ص/١٠٤).