12 - مسألة في التزيين وجوابها
  الحجج والبراهين، وبولايته إياهم، وكذلك جميع المؤمنين وبمحبته لهم، وبما أعدلهم من كراماته في الجنة ودار البقاء من حسن الجزاء، وبما قتلوا وطردوا في هذه الدنيا.
  {وَتُذِلُّ مَن تَشاءُ}[آل عمران: ٢٦] فإنه قد أذل من كفر به وعصاه بلعنه له وعداوته إياه وضعف حججه وتسليطه أولياءه عليه وأمرهم بقتله، وتصييره بعد ذلك إلى النار الدائم عذابها، فلا يكون أذل من أعداء الله وإن عاشوا في الدنيا قليلا وتمتعوا منها يسيرا، والحمد لله على جميع بيانه، ولطيف احسانه وامتنانه.
١٢ - مسألة في التزيين وجوابها
  قالت المجبرة القدرية: إن الله جل ذكره خلق الكفر كفرا، والإيمان ايمانا، والقبيح قبيحا، والحسن حسنا، وخلق جميع الأشياء على ماهي عليه من جورها وعدلها وحقها وباطلها، وصدقها وكذبها، وإنه لايقدر على فعل ذلك سواه.
  واحتجوا لهذا من مذهبهم بقول الله سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا: {كَذلِكَ زَيَّنّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُم ثُمَّ إِلى رَبِّهِم مَرجِعُهُم}[الأنعام: ١٠٨] وبقوله: {إِنَّ الَّذينَ لا يُؤمِنونَ بِالآخِرَةِ زَيَّنّا لَهُم أَعمالَهُم فَهُم يَعمَهونَ}[النمل: ٤] فيتأولون هاتين الآيتين بجهلهم وضلالهم أن الله جل ذكره زين وحسن الكفر للكافرين والفسق للفاسقين، وذلك هو الضلال البعيد، لأن الثابت في عقل كل عاقل منصف، أنه زين وحسن ماأمر به ومدحه، ووعد على فعله كريم الثواب وحسن المآب، والنعيم المقيم، ولم يزين ولم يحسن ماذمه وذم فاعليه، وزجر عنه وأوعد على فعله التخليد في النار والعذاب الدائم الأليم، وهم فيسمعون الله جل ذكره يقول: {وَكَذلِكَ زَيَّنَ لِكَثيرٍ مِنَ