13 - مسألة في العلم وجوابها
  المُشرِكينَ قَتلَ أَولادِهِم شُرَكاؤُهُم}[الأنعام: ١٣٧] ويقول: {وَإِذ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيطانُ أَعمالَهُم وَقالَ لا غالِبَ لَكُمُ اليَومَ مِنَ النّاسِ}[الأنفال: ٤٨] ويعتقدون أن الشركاء والشيطان تزين لهم الباطل الذي هو فعلهم، ولم يزينوا شيئا من الحق ولادلوا على شيء من الخير، وكان يجب عليهم أن يخصوا الله سبحانه بأنه ربما زين الخير والحق الذي أمر به ودل عليه ورغب فيه، وشكر فاعليه، ولم يزين ماذمه وزجر عنه وأوعد عليه العذاب الدائم الأليم، حتى يكونوا قد عدلوا في الحكم وسلموا من الجور والإثم وقالوا بما يعقله كل ذي عقل، وفي هذا القدر كفاية لمن تدبره وعقل عن الله، إن شاء الله.
١٣ - مسألة في العلم وجوابها
  قالت المجبرة القدرية: من زعم أن الكافر الذي قد علم ألله أنه لايؤمن يقدر على الإيمان فقد زعم أنه يقدر على الخروج من علم الله، وتوهموا أنهم قد شنعوا بهذا على أهل الحق {وَمَن لَم يَجعَلِ اللَّهُ لَهُ نورًا فَما لَهُ مِن نورٍ}[النور: ٤٠].
  فأقول متوكلا على الله: بأن هذا من قولهم جهل وظلم في الحكم وجور على الحق، لأنا إنما نزعم أن الكافر قد يقدر على الإيمان الذي أمره الله به، ولايفعل ابدا غير ماعلم ألله أنه يفعله، وليس الإيمان الذي أمر الله به خروجا من علم الله فتكون القدرة عليه قدرة على الخروج من علم الله، ولو كان ذلك خروجا من علم الله لم يأمر الله به عباده، ولكان إذا أمرهم بذلك فقد أمرهم بالخروج من علمه، وهو جل ذكره فقد أمر الكافر بالإيمان، وكل مسئ بالإحسان.