13 - مسألة في العلم وجوابها
  ونحن سائلون عن هذا بعينه لنعرفهم أن الشنعة عليهم فيما قالوا به أعظم، والحجة لهم ألزم وبالله أصول وأقول وأستعين.
  يقال لهم: أليس تزعمون أن الله قد أمر الكافر بالإيمان وهو قد علم أنه لايؤمن؟! فإذا قالوا: بلى.
  قيل: فأمره للكافر بذلك أمر له بالخروج عن علمه؟!
  فإن قالوا: لا. ولكن ليوجب عليه الحجة، فكذلك نقول نحن أيضا: إنه قواه على ماأمر به، وإن علم أنه لايفعله ليوجب عليه الحجة؛ لأن المأمور بما هو عنه عاجز ولم يقو عليه مظلوم، ولانقول: إن تقويته إياه على ماأمره به تقوية له على الخروج من علمه، ونقول: وإنه وإن قدر على الإيمان الذي علم الله أنه لايكون منه، فإنه لايكون منه أبدا غير ماعلم ألله أنه يكون منه.
  ويقال لهم: هل يجوز من الكافر الذي قد علم الله أنه لايؤمن وقد أمره بالإيمان أن يؤمن ويرجع عن كفره؟!
  فإن قالوا: لايجوز، فقد زعموا أن الله يأمر عباده بما لايجوز، وهذا خلاف قولهم وقول جميع أهل الإسلام.
  وإن قالوا: بلى قد يجوز أن يؤمن ويرجع عن كفره.
  قيل لهم: فقد أجزتم للكافر الخروج من علم الله، فكذلك يقدر من علم أنه لايؤمن على الإيمان، ولايكون بقدرته على ذلك خارجا من علم الله ولافصل.
  فإن قالوا: إنما قلنا ذلك لأن الله لم يأمر عباده بما لايجوز.
  قلنا: وكذلك نقول نحن: إنه لايأمر عباده بما لايقدرون عليه.