البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

15 - مسألة في المشيئة وجوابها

صفحة 158 - الجزء 1

  وعلى قياس قولهم يجب أن يكون كل عاص لله مطيعا فيما أمر به، فيكون عاصيا مطيعا في حال، ويجب أن يكون الشيطان وجميع الفراعنة مطيعين لله، لأنهم قد فعلوا ماشاء الله من معاصيه، وإن قالوا من فعل ماشاء الله يكون عاصيا لله، فالأنبياء عندهم وكل مؤمن من عصاة الله؛ لأنهم فعلوا ماشاء الله، ويقال لهم أشاء الله عندكم الحق والصواب؟! أم شاء عندكم الباطل والخطأ؟!

  فإن قالوا: الحق والصواب، فالكفر عندهم حق صواب، لأن الله شاءه عندهم وأراده، وإن قالوا: [شاء الله الباطل والخطأ فالإيمان عندهم] باطل غير صواب لأنه قد شاء ذلك عندهم.

  ويقال لهم: أليس من خلق الله له الشتم وشاء ذلك له ورآه مستحقا لذلك؟ فإذا قالوا بلى!

  قيل لهم: فالأنبياء $ عندكم مستحقين للشتم واللعن والتكذيب، لأن الله شاء ذلك عندكم ممن فعله ونالهم به!

  ويقال لهم أليس كل ما يدين به العباد على اختلافهم قد خلقه الله وشاءه وأراده، وإلا فافرقوا ولن تجدوا فرقا إن شاء الله، وهذا يكثر ممن يحسن أن يخرجه عليهم، وإنما ذكرت بعض ما يستدل به من له فهم على غيره، والله مشكور، وبما هو أهله مذكور.

  وقد بين سبحانه بنص كتابه الإنكار والذم على من قال بمثل قول المجبرة ولمن ذهب مذهبهم، فقال جل ذكره {وَقالَ الَّذينَ أَشرَكوا لَو شاءَ اللَّهُ ما عَبَدنا مِن دونِهِ مِن