البساط،

الناصر الحسن بن علي الأطروش (المتوفى: 304 هـ)

باب في الصلاة على النبي المصطفى

صفحة 48 - الجزء 1

باب في الصلاة على النبي المصطفى

  اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وصفيك وأمينك وخيرتك من خلقك، التي اخترت وأكرمت وعظمت وهديت وآثرت، وجعلته - عند غلبة أهل الباطل وتكبر كل جاهل، وشمول الكفر والشرك، وشدة العناد والمحك والتباس البهم، وترادف الظلم، وذيوع التظالم في جميع الأمم - نورا من أفضل ما تقدمه من الأنوار وحاكما بين خلقك بأعدل معيار، ومخبرا بوحيك إليه عن الأسرار، ومذلا لكل عات جبار، وموضعا للإنباء عنك، والإخبار بالصدق عن الحق الغائب عن الحواس والأسماع والأبصار من الوعد والوعيد، والجنة والنار، هاديا من الضلالة، معلما من الجهالة، حبلك إلى النجاة المتين، وعروتك الوثقى لمن تمسك بها من المتمسكين رحيما بالمساكين والمؤمنين، شديدا على الكافرين والمنافقين، عزيزا عليه عنت العانتين والعاندين، فصدع بأمرك، وبلغ رسالتك، ودل على آياتك، وأوضح إلى محبتك السبيل، وأقام الحجة على من عصاك وبين لهم الدليل، وغير شاك فيما به إليه أوحيت، ولا مقصرا في شكر ما أعطيت، ولا متحيرا فيما أعلمت، ولا ساخط فيما به حكمت، ولا تارك أحكام ما أحكمت وبه أمرت، شاهرا فيك سيف عدلك ونقمتك، باذلا نفسه عند غلظ محنتك، واضبا قمع أهل الشرك والتكبر والإلحاد في عظمتك، شاملا للمؤمنين المتقين، برأفته ورحمته، ناصحا جميع أقربائه وأمته عادلا في حكمه وقسمته، وشبيه الشجرة الزيتونة التي وصفت وبها لذوي الألباب