باب في الصلاة على النبي المصطفى
  من خلقك مَثَّلْت، ومن النوم والغفلة أنبهت، فذكرت سبحانك نورها، لا شرقية ولا غربية فيما أحكمت من تقديرها، والكلمة الباقية منه في عقب إبراهيم لخلقك التي أكرمت، وعظمت مصيرها وحسنت، وأكملت تصويرها - كما صليت وباركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
  اللهم فأعطه في عبادك أشرف الوسائل وخصه بأرفع الدرج وأعلى الفضائل وأنزله لديك أحب المنازل، واجعل عاقبته أفضل عواقب جميع الخلق، كما ابتدأته بالتوفيق منك للحق، والقول عليك بالصدق، واجعلني بوسيلته ورحمتك، ممن يكون معه في المقام المحمود الذي وعدته، وبه على جميع الخلائق قدمته وآثرته، إنك تفعل ما تشاء وتحكم ما تريد.
  اللهم واجعلني له من المتبعين، ولحذوه من الممتثلين، ولطريقه من السالكين ولسنته من المقتدين، ولعظمتك وجلالك، وعز سلطانك من الأذلاء الخاشعين الباخعين الخاضعين، ولحقك من العارفين، وبوحدانيتك وتسبيحك عن الأشباه والأنداد من المقرين، ولعظيم نعمك علي وغمر فضلك إياي، وجميل بلائك لدي من الشاكرين، إذ جعلته لي والدا وأبا، وإلى كل شرف ورفعة وخير هاديا وسببا وجعلت عنصره لي عنصرا ونسبا، وجعلتني به إليك متوسلا متقربا، أدعوك حامدا لك رغبا ورهبا وأفزع إليك في كل ما كان بغية لي ومطلبا، حتى تنشرني بعد فناء