[معنى النفاق لغة]
  ثم أخبر سبحانه في آخر الآيات ماحقيقة هذا الشرك الذي بعدت مغفرته عمن لم يتب منه فقال: {وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيطانَ وَلِيًّا مِن دونِ اللَّهِ فَقَد خَسِرَ خُسرانًا مُبينًا} إلى قوله: {وَلا يَجِدونَ عَنها مَحيصًا}[النساء: ١١٩ - ١٢١].
  قال «الناصر» الحسن بن علي #: ولانعرف في جميع الخلق أحدا قال: إن الشيطان ربي وخالقي، وإنما عبدوه وتولوه بطاعتهم إياه، ومعصيتهم لله وبيان هذا في كتاب الله كثير، وأنا ذاكر من ذلك ماهو شفاء من الداء لمن نصح نفسه إن شاء الله.
  قال الله ø في الأنعام: {وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَرِ اسمُ اللَّهِ عَلَيهِ وَإِنَّهُ لَفِسقٌ وَإِنَّ الشَّياطينَ لَيوحونَ إِلى أَولِيائِهِم لِيُجادِلوكُم وَإِن أَطَعتُموهُم إِنَّكُم لَمُشرِكونَ}[الأنعام: ١٢١] يعني: شياطين الإنس والجن الذين قال فيهم: {شَياطينَ الإِنسِ وَالجِنِّ يوحي بَعضُهُم إِلى بَعضٍ زُخرُفَ القَولِ غُرورًا}[الأنعام: ١١٢] وقال ø في سورة الكهف: {قُل إِنَّما أَنا بَشَرٌ مِثلُكُم يوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُم إِلهٌ واحِدٌ}[الكهف: ١١٠] إلى آخر السورة.
  فأمر سبحانه بالعمل الصالح، وأعلم أن ذلك عبادة له، ثم أمر أن لايشرك به في العبادة التي هي الطاعة أحدا من خلقه.
  قال [الناصر] الحسن بن علي #: أخبرني محمد بن منصور: قال: حدثني سفيان بن وكيع يرفعه عن من سمع مجاهدا يقول: جاء رجل إلى النبي ÷ فقال: يارسول الله أتصدق بالصدقة ألتمس بها وجه الله