الجواب المضء للمولى الحسين بن يحيى مطهر،

الحسين بن يحيى بن محمد (المتوفى: 1435 هـ)

الاختلاف دليل الحدوث

صفحة 8 - الجزء 1

  وأما ذات الباري فليست ماهية، بل فردٌ واحدٌ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فقول بعضكم: إنه يلزم أنَّ الجسم لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ خطأ.

  فإن أردت أنه ليس مثل الباري فمسلم، وأما أنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ فلا، لأن الجسم كلي، فكل فرد من أفراد الحيوانات جسم، وكل فرد من أفراد الجمادات جسم، وكل جسم مثل بقية الأجسام في شغله الحيز، وكونه جائز الوجود، وكونه مقدراً، وكونه محدثاً وكونه مكيفاً وكذا العرض كليٌ تحته جزئيات، ويتفق هو والجسم فيما ذكرنا، إلا في التحيز.

  فليس كل اختلاف يدل على الحدوث، فاختلاف الباري تعالى والجسم والعرض لا يدل على الحدوث، وليس من هذا الباب، ألا ترى أنه لا يمكن أن يكون الجسم إلهاً، ولا الإله جسماً وكذا العرض ولا أن يكون العرض جسماً، ولا الجسم عرضاً، لأن هذا من تقليب الحقائق، كما أنه لا يمكن أن يكون الصدق كذباً، ولا العكس.

  نعم: والجسم لا بد أن يكون متحركاً أو ساكناً، أو تارة متحركاً وتارة ساكناً، والحركة تكون بعد السكون، والسكون بعد الحركة وكل