فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

بعض الدروس المستفادة من فضل العشر

صفحة 19 - الجزء 1

  العظيمة زاخرةٌ بكثيرٍ من الدروس التربوية، التي علينا جميعاً أن نستفيد منها في كل جزء من جزئيات حياتنا، وأن نستلهمها في كل شأن من شؤونها، ونذكر بعض الدروس والفوائد:

  ١ - أنها تدعونا إلى ضرورة الإهتمام والرعاية لهذه المناسبة السنوية التي لا تحصل إلا مرةً واحدةً في العام، وتنبهنا على اغتنامها في عمل الطاعات القولية والفعلية، لما فيها من فُرَصٍ تُقرِّبُ إلى الله تعالى، ولما فيها من تزويد النفس البشرية بالغذاء الروحي الذي يحسن ويقوي من الجوانب المعنوية عند الإنسان، فتُعينه بذلك على مواجهة صعوبات الحياة.

  ٢ - أنها تُغَيِّرُ من نمط حياتنا الغافل، وتكسر الروتين المعتاد لدينا إلى ما يصلِحها من القول والعمل، وذلك من خلال تنويع أنماط العبادات، وتعدد الطاعات، التي تنشط وتجدد العزم، وتدعو العبد المسلم إلى استمرارية ومواصلة مشوار العبادة طيلة حياته مع خالقه العظيم، بالطاعة الصادقة، والامتثال الخالص، وهذا دليلٌ على أن حياة الإنسان المسلم كلها طاعةٌ لله تعالى من سن التكليف إلى اللحد، ليظل الفرد المسلم على صلةٍ دائمةٍ بخالقه، فهي خلوةٌ نفسيةٌ قصيرةٌ يتفقد فيها المرء نفسه.

  ٣ - أن هذه المواسم العظيمة، تدعو إلى الحرص وفتح باب التنافس في الطاعات، حتى يُقبِل كلُّ إنسان على ما يستطيعه من عمل الخير، كالعبادات المفروضة، والطاعات المطلوبة من حجٍ وعمرةٍ، وصلاةٍ وصيامٍ، وصدقةٍ وذكرٍ ودعاءٍ وغيرها، وفي ذلك تعليم وتربية للمسلم أن