فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

المقدمة

صفحة 7 - الجزء 1

المقدمة

  

  الحمد لله رب العالمين، خالق الشهور والأعوام، ومدبر الليالي والأيام، الذي ابتدع بقدرته الأنام، وأفاض نعمه على الخاص والعام، حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

  وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله ÷.

  أما بعد:

  ينبغي للمسلم أن تمتاز حياته بأن تكون زاخرةً بالأعمال الصالحة، والعبادات المشروعة، حتى تكون حياتُه كلُّها مليئة بالطاعة المستمرة، التي تُقربه من الله تعالى، وتصِلُه بخالقه العظيم في كل حال من حالات حياته، وفي كل شأنٍ من شؤونها، فيكون في حال عبادة متواصلة، وعمل صالح، وسعيٍ دؤوبٍ إلى الله، دون كللٍ أو مللٍ، أو فتورٍ أو انقطاع أو كسل.

  فحياة المسلم ينبغي أن لا تخلو في أي وقت من أوقاتها من أداء نوعٍ من أنواع العبادة، التي تُمثل للمسلم منهج حياةٍ شاملٍ ومُتكامل.

  فالله تعالى منعم ومتفضل على عباده بأنواع النعم، وضروب المنن والعطايا المتعددة والمتنوعة، وهذه النعم تتجدد في كل وقت وفي كل حال.

  والنعم تحتاج إلى شكر، والعبادة تمثل حقيقة الشكر لله على نعمه، فبتجدد النعم يجب تجدد الشكر، وبتعددها وتنوعها تتنوع الطاعات