والعبادات، من صلاة وصيام وحج وزكاة، وذكر لله، من قرآءة قرآن، وتسبيح وتحميد وتمجيد وتكبير وتهليل وغيرها.

  ومن رحمة الله بعباده أن جعل عبادتهم له - مع كونها لا تفي بشكر نعمه التي أنعم بها عليهم - تشتمل على الكثير من المصالح والمنافع والفوائد التي تعود على العباد في دنياهم وآخرتهم بالخير الكثير، الذي لو عرفنا جزءاً منه فالذي يخفى أعظم وأكثر.

  فمن المنافع الدنيوية: ما يلمسه ويلاحظه القائم بتلك العبادات من طمأنينة النفس، وراحة البال، وهدوء الطبيعة، وسكون الخاطر، وحلاوة العمل، ولذة العبادة، والنشاط، والبركة في نفسه وأهله وأولاده، والنمو والزيادة في ماله، والسلامة من الكثير من الآفات والعاهات والبليات، وغير ذلك من المنافع التي يجدها الإنسان في نفسه، وأجلى الأمور وأوضحها ما يجده الإنسان في نفسه، فلا يحتاج معه إلى برهان أو دليل على ذلك.

  وأما المنافع الأخروية: فنيل الثواب والأجر، والفوز بالجنة والرضوان، والسلامة من السخط والنيران.

  ومن تمام رحمة الله وإحسانه أن جعل لبعض العبادات والطاعات مواسمَ وأوقاتاً يضاعف فيها الأجر لعباده، ينبغي الاهتمام بها، والحرص على اغتنامها، والاستزادة فيها من الخير، عن طريق أداء العبادات المشروعة، والمحافظة على الأعمال والأقوال الصالحة التي تُقربه من الله تعالى، وتجعله بتوفيق الله وتسديده يحيى حياة طيبة، ويعيش عيشة هنية، وتكون عوناً له