حادثة المباهلة
  فصلوا صلاتهم، وبهذا الموقف الكريم يظهر سماحة الدين الإسلامي، وسماحة النبي ÷.
  فلما أتموا صلاتهم، عرض عليهم النبي ÷ الدخولَ في الإسلام، وتلى عليهم القرآن، فامتنعوا من القبول، وقالوا: قد كنا مسلمين قبلك.
  فقال لهم النبي ÷: كذبتم، يمنعكم من الإسلام ثلاث خلال: عبادتُكم الصليب، وأكلكم لحم الخنزير، وزعمكم أن لله ولداً.
  فقالوا: المسيح هو الله، لأنه أحيا الموتى، وأخبر بالغيوب، وأبرأ من الأدواء كلها، وخلق من الطين طيراً، فقال النبي ÷: هو عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم.
  فقال أحدهم: المسيح ابن الله، لأنه لا أب له.
  فسكت رسول الله صلى اللله عليه وآله وسلم، فأنزل الله عليه قوله تعالى {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِندَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثِمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ}.
  فطلبوا من النبي ÷ المباهلة وقالوا: هلمّ فلْنلاعنْكَ أيّنا أولى بالحق، فنجعل لعنة الله على الكاذب منا.
  فأذن الله لنبيه في المباهلة وأنزل عليه آية المباهلة، فدعاهم النبي ÷ إليها فقبلوا ذلك، واتفقوا على أن تكون في اليوم الثاني.
  اتفق النبي ÷ مع النصارى على المباهلة في اليوم الثاني، وعلى أن تكون المباهلةُ خارج المدينة في الصحراء، فلما كان