فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

استشهاد الإمام الحسين بن علي الفخي في الثامن من ذي الحجة، سنة (169) هـ

صفحة 81 - الجزء 1

  رسول الله ÷، أيها الناس أتطلبون أثر رسول الله ÷ في الحجر والعود وهذا أنا - ثم مد يده - من لحمه ودمه.

  وكانت ألفاظ البيعة كما يلي: (أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول الله ÷، والعدل في الرعيَّة، والقسم بالسويَّة، وعلى أن تقيموا معنا، وتجاهدوا عدونا، فإن نحن وفينا لكم وفيتم لنا، وإن نحن لم نفِ لكم فلا بيعة لنا عليكم) فأسرع الناس إلى بيعته.

  توجهه إلى مكة: لما استحكم أمره في المدينة، استخلف عليها رياش الخراعي، وكان قد واعد الناس يوم التروية، فلما وصل إلى التنعيم، منعته جنود العباسيين من الدخول، فأرسل واحداً من أصحابه إلى منى لدعوة الناس على ما وقع الإتفاق عليه، فلم يجبه أحد.

  عدد أصحابه: لم يكن معه # حين خرج سوى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلاً، منهم ستة وعشرون رجلاً من أهل البيت $، سالين سيوفهم، داعين إلى الله، عاملين بكتاب الله، مواجهين لأعداء الله، لا تأخذهم في الله لومة لائم، والتقاهم من أحزاب الضلال، وجيوش الباطل أربعون ألفاً، أنفذهم الضال موسى الملقب الهادي بن محمد بن أبي الدوانيق، فدعاهم الإمام، ومن معه من جنود الله إلى كتاب الله، وإلى ما جاء به رسول الله، فلم يجيبوهم، فحمل فيهم الإمام، وحملت معه الطائفة على ما جرت به عادة الأئمة من أهل بيت رسول الله حتى أغرقوا الأرض من دمائهم، واستشهدوا في سبيل الله رب العالمين.