المقدمة
  وهذه المواسم منها مواسم للفرائض، ومنها مواسم للنوافل، ومنها مواسم للفرائض والنوافل، إلى غير ذلك من التقسيمات والتعددات التي تشحذ همم العباد، وتقوي العزائم، وترغب في التزود ليوم المعاد، وتحث على الجد والاجتهاد، والمسابقة والمسارعة إلى رضا رب العباد.
  وقد سبق منا وضع مختصرات مفيدة لبعض تلك المواسم، كـ (مسالك أهل الإيمان في استغلال رمضان)، وكـ (إظهار العجب بما ورد في رجب)، وكـ (مرضاة الرحمن في أعمال ليلة النصف من شعبان)، وفي هذا المختصر نذكر شيئاً من أعمال وأوراد وفضائل العشر الأولى من ذي الحجة الحرام، وما يترتب على ذلك من الأعمال والطاعات في غيرها من أيام شهر الحجة الحرام.
  وهو موسم من مواسم الخير المُتجدد في حياة الإنسان المسلم، ففي شهر الحجة، تؤدى فريضة من أجل الفرائض، ويقام فيه ركن من أركان الإسلام، وهو من الأشهر الحرم التي كانت الجاهلية تعظمها فلما جاء الإسلام زادها شرفاً وتعظيماً، هذا الشهر الكريم الذي نطق القرآن بفضل أيامه ولياليه، ووردت لأيامه ولياليه فضائل كثيرة على لسان النبي ÷.
  هذه الأيام المباركات تُعد مناسبةً سنويةً مُتكررة تجتمع فيها أُمهات العبادات التي هي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها.
  وهي أيام يشترك في خيرها وفضلها الحُجاج إلى بيت الله الحرام، والمُقيمون في أوطانهم، لأن فضلها غير مرتبطٍ بمكانٍ مُعينٍ إلا أعمال الحج.