استشهاد الإمام إبراهيم بن عبد الله
  وقد أخبر أمير المؤمنين علي # بمقتله، كما حكى ذلك ابن أبي الحديد في شرح النهج في تعداد أخبار أمير المؤمنين عن الأمور الغيبية فقال: (يقتل بعد أن يَظْهَر، ويُقهَر بعد أن يَقهَر)، وقوله فيه أيضاً: (يأتيه سهم غَرْب تكون فيه منيته، فيا بؤساً للرامي شلت يده، ووهن عضده).
  دعوته وبيعته: يوم العيد غرة شوال سنة (١٤٥) هـ.
  دخل إبراهيم البصرة سنة (١٤٣) هـ، بدار رجل من الشيعة، فكان لا يظهر بالنهار، فلما ظهر أخوه النفس الزكية بالمدينة سنة (١٤٥) هـ ظهر هو أيضاً بالبصرة بكتاب كتبه إليه أخوه من المدينة أمره فيه بالظهور.
  وقيل: بل دخل البصرة في رمضان سنة (١٤٥) هـ، بعد دعوة أخيه، داعياً له بالبصرة.
  فلما ظهر بالبصرة كان يبايع الناس ويدعوهم لأخيه النفس الزكية، فلما بلغه مقتل أخيه النفس الزكية يوم العيد، أول يوم من شوال وهو يريد أن يصلي بالناس صلاة العيد، فصلى بهم، ثم رقى المنبر، وخطب ونعى إلى الناس أخاه محمداً، وبكى وبكَّى الناس.
  فلما نزل من المنبر بايعه علماء البصرة وفقهاؤها وعبادها وزهادها، واختصت به المعتزلة مع الزيدية ولازموا مجلسه وتولوا أعماله، فاستولى على البصرة، وواسط وأعمالها، والأهواز وكورها، وعلى أعمال فارس، والمدائن والسواد وغيرها.