فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

استشهاد الإمام إبراهيم بن عبد الله

صفحة 84 - الجزء 1

  فلما بلغ الدوانيقي خبره، وزيادة أمره، ونفاذ دعوته، خافه وتحير في أمره، وجعل يتأسف على ما فرق من جنده في الممالك، لأنه كان قد بعث مع ابنه المهدي ثلاثين ألفاً إلى الري، وبعث مع محمد بن الأشعث إلى أفريقية أربعين ألفاً، والباقون مع عيسى بن موسى بالحجاز، ولم يبق مع الدوانيقي سوى ألفي فارس، وكان يأمر بالنيران الكثيرة فتوقد ليلاً فيحسب الناظر إليها أن ثم جنداً كثيراً، ثم كتب الدوانيقي إلى عيسى بن موسى: إذا قرأت كتابي هذا فأقبل من فورك ودع كل ما أنت فيه، فلم يلبث أن أقبل إليه، فقال له: اذهب إلى إبراهيم بالبصرة ولا يهولنك كثرة من معه، فابسط يدك، وثق بما عندك، وستذكر ما أقول لك.

  فوجهه الدوانيقي في جيش كثيف نحو إبراهيم إلى البصرة، وكان معه خمسة عشر ألف، وعلى مقدمته حميد بن قحطبة في ثلاثة آلاف، فلما بلغ إبراهيم توجههم إليه، أجمع للمسير إليهم.

  فجاء إبراهيم فنزل في باخمرى في جحافل عظيمة، فقال له بعض الأمراء: إنك قد اقتربت من الدوانيقي فلو أنك سرت إليه بطائفة من جيشك لأخذت بقفاه فإنه ليس عنده من الجيوش ما يردون عنه.

  وقال آخرون: إن الأولى أن نناجز هؤلاء الذين بإزائنا ثم هو في قبضتنا، فثناهم ذلك عن الرأي الأول ولو فعله لتم لهم الأمر، وقال بعضهم: خندق حول الجيش.