فوائد النشر في فضائل وأعمال الأيام العشر وما يليها من أيام الشهر،

إبراهيم الدرسي (معاصر)

استشهاد الإمام إبراهيم بن عبد الله

صفحة 85 - الجزء 1

  وقال آخرون: إن هذا الجيش لا يحتاج إلى خندق حوله فترك ذلك، ثم أشار بعضهم أن يبيت جيش عيسى بن موسى، فقال إبراهيم: أنا لا أرى ذلك فتركه، ثم أشار آخرون بأن يجعل جيشه كراديس فإن غلب كردوس ثبت الآخر، وقال آخرون: الأولى أن نقاتل صفوفاً لقوله تعالى {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ ٤}⁣[الصف].

  فالتقوا بموضع يقال له باخمرى، بينه وبين الكوفة ستة عشر ميلاً، فرتب إبراهيم بن عبد الله عسكره فجعل على ميمنته عيسى بن زيد بن علي بن الحسين، وعلى ميسرته لبيد بن برد اليشكري، وهو # في القلب في الفقهاء والعلماء وأهل البصائر، وكان جملة عسكره أحد عشر ألف راجل وسبعمائة فارس، وقيل أكثر من ذلك.

  فوقع القتال، فاقتتلوا قتالاً شديداً كانت الغلبة فيه أول الأمر لجيش إبراهيم بن عبد الله، هزموا جيش عيسى بن موسى حتى فروا، وكان حميد بن قحطبة في أوائل المنهزمين، فمر بابني سليمان من كبار القواد وقد نزلا عن فرسيهما مستسلمين للقتل فقالا: ليس هذا من عاداتك يا حميد، فقال: انجوا ما بقي قتال.

  فلما رأى إبراهيم ما نزل بهم من القتل أمر برد الرايات، فلما رأوا أعلام الميمنة رافعة ظنوها هزيمة، فعطفوا عليها وحققوا فكانت الهزيمة، فاقتتلوا مع جيش إبراهيم قتالاً شديداً، واجتلدوا جلاداً كبيراً، حتى قتل من الفريقين قتلى كثير، فانهزمت الميمنة ونجى عيسى بن زيد @ لما أفرده