ترثية السيد العلامة فخر الإسلام عبدالله بن الإمام الهادي القاسمي ¥
  وَصَارَ سَوَاءً ذُو الغِنَى ومُقَتِّرٌ ... وَمُتَّصِفٌ بالمُلْكِ إذْ هُوَ رَافِعُهْ
  فيَا طَالِباً مِنْ هذه الدَّارِ رَاحَةً ... رُوَيْدَاً وَهَلْ تَصْفُو لِحَيٍّ مَكَارِعُهْ
  وَهَلْ يَكْتَفِي رَيْبُ المنون بِمَنْ مَضَى ... وَيَرْثَى لِمَنْ عَمَّ الأَنَامَ صَنَائِعُهْ
  بَلَى إنَّه يُرْدِيْ البَرِيَّةَ كُلَّها ... وَتَشْمَلُهُمْ صُرفُ الرّدى وفَجَائِعُهْ
  فَفِي كُلِّ يَوْمٍ ثُكْلُ حَبْرٍ تَهُدُّهُ ... يعزُّ علينا فَقْدُهُ وَمَصَارِعُهْ
  كَفَقْدِ ابنِ مَنْصُوْرِ التَّقِيّ محمَّدٍ ... كَرِيْم السَّجَايا وَازِع اللبِّ خَاشِعُهْ
  هُمَامٌ لَهُ في كُلِّ فَنٍّ بَرَاعَةٌ ... وَفَهْمٌ ذَكِيٌّ قَدْ حَوَتْهُ طَبَائِعُهْ
  وَلا غَرْوَ إنْ فَاضَتْ مِنَ العَيْنِ أَدْمُعٌ ... وَسَالَتْ عَلَى الخَدَّيْنِ تَجْرِيْ هَوَامِعُهْ
  لَقَدْ كَانَ هذا الحَبْرُ قُطْبَ زَمَانِنَا ... فَأَحْرَمَنَا لَمَّا دَهَتْنَا قَوَارِعُهْ
  فَمَنْ للعُلُوْمِ نَاشِرٌ بَعْدَهُ ومَنْ ... يُبَرِّزُ ما تَخْفَى وتَبْدَى مَنَابِعُهْ
  فَيَا لَكَ مِنْ خَطْبٍ عَظِيْمٍ وَحَادِثٍ ... جَسِيْمٍ يَسُوْءُ العَالَمِيْنَ وَقَائِعُهْ
  فَصَبْرَاً عَلَى مُرِّ القَضَاءِ وَفَتْكِهِ ... وإنْ خَدَّدَتْ منه الخُدُوْدَ مَدَامِعُهْ
  فَحِكْمَةُ رَبِّ العَرْشِ تَجْرِي بِمَا قَضَى ... فَنَرْضَى به طَوْعَاً ويَا نِعْمَ طَائِعُهْ
  فَصَبْراً بَنِيْهِ واحْتِسَاباً لِحُكْمِهِ ... وإنْ جَلَّ خَطْبٌ مُذْهِلُ اللبِّ رَائِعُهْ
  وَلا زَالَ في خَيْرٍ مُقِيْماً وَرَحْمَةٍ ... من الله تَغْشَى رُوْحَهُ وتُرَاجِعُهْ
  لئِنْ كَانَ في الدُّنْيا لَهُ القَبْرُ مَوْضِعَاً ... فَفِي جَنَّةِ الفِرْدَوْسِ تُرْجَى مَوَاضِعُهْ
  سَقَى قَبْرَهُ مِنْ وَاسِعِ العَفْوِ هَاطِلٌ ... وَبَاكَرَهُ سُحْبٌ من البِرِّ تَابِعُهْ
  وَأَسْكَنَهُ بَحْبُوْحَةَ الفَوْزِ والرِّضا ... وفَازَ بما يَهْوَى غَدَاً وَهْوَ رَافِعُهْ
  وَصَلَّى مَعَ التَّسْلِيْمِ رَبُّ العُلَى على ... نَبِيٍّ أَتَانَا بالذِّكْرِ تُتْلى قَوَاطِعُهْ
  محمّدٍ الهادِيْ الأَنَامِ وَآلِهِ ... مَدَى الدَّهْرِ لا تَفْنَى بِذِكْرٍ شَرَائِعُهْ