سورته وعزيمته ¥
سَوْرَتُهُ وعَزِيمَتُهُ ¥
  وأما سَوْرَتُهُ وعَزِيْمَتُهُ في الأَمْرِ بالمعرُوْفِ والنَّهْي عن المنكر الْمَخُوْفِ، فإنَّه كان إذا غضب لله لا يقاومه مُقَاوِمٌ، ولا يُزَاحِمُهُ في ذلك المقام مَزاحِمٌ، ولا يَرُدُّهُ عن إنفاذِ المرام لائِمٌ، يَصْدَعُ بالحقِّ وإنْ شَقَّ، لا يبالي بإِتْلَافِ النفوسِ وإذْهَابِ النَّفِيْسِ في ذاتِ الله تعالى والقيام لله، لا يخْشَى إلا الله، ولا يبتغي إلا رضاه، وكان لا يستطيع أَحَدٌ أن يجارِيه في فِعْلِه، أو يمارِيه في قوله؛ لما اخْتَصَّهُ الله من جُرْأَةِ الجَنَانِ وثَبَاتِ القَلْبِ، وآتَاهُ اللهُ من الْهَيْبَةِ والْجَلالِ، وأَكْرَمَهُ من النَّجْدَةِ والكَمالِ، فكان لا يَهَابُ الأُلُوْفَ، ولا يَرْهَبُ الصُّفُوفَ، يخوض غَمَرَاتِ الحتُوفِ، شِنْشِنَةٌ عَلَوِيَّةٌ، وسَجِيَّةٌ هَاشِمِيَّةٌ، وله في ذلك مَقَاماتٌ لا تُحْصَى، وَوَاقِعَاتٌ لا تُسْتَقْصَى، عَرَفَهُ بها الخاصُّ والعامُّ، والمأْمُومُ والإِمَامُ.
  ونذكر مقاماً واحداً يدلُّ على ما وراه، ويغني عما سواه، خلاصته: أنَّ بعض أهْلِ الطَّاغوتِ امْتَنَعَ عن إِخْرَاجِ مِيْرَاثِ امْرَأةٍ على مَذْهَبِهم في مَنْعِ الموارِيْثِ، وقد كان ¥ أَخَذَ العُهُودَ والمواثِيْقَ على كافَّةِ همدان بن زيد في إِجْرَاءِ أَحْكَامِ الله، وإِمْضَاءِ كَلِمَةِ اللهِ، وكَانُوا يَرَوْنَ له غَايَةَ الاحْتِرَامِ، ونِهَايَةَ الإِعْظَامِ، كما عُلِمَ منهم في إِكْرَامِ آلِ الرَّسُوْلِ ونُصْرَتِهم لهم من بين سَائِرِ الأَنَامِ، ولكنْ لكلِّ صَارِمٍ نَبْوَةٌ، ولكلِّ جَوادٍ كَبْوَةٌ.
  هذا، وكانَ نَصِيْبُ المرأة في بيتٍ طَرَفَ سُوْقِ العنان ببرط،