النسيم العلوي والروح المحمدي،

مجد الدين بن محمد المؤيدي (المتوفى: 1428 هـ)

فصل في المراثي

صفحة 60 - الجزء 1

فصل في المراثي

  وهذا فصل فيما قِيْلَ فيه من المراثي، والوَجْهُ في سنتّها التأسّي بالوصي أمير المؤمنين ~ فإنه رثى الرسولَ ÷ وفاطمةَ البتول &، وبالزهراءِ فإنشادها شِعْرَهَا عند قَبْرِ أبيها ÷ مأثورٌ، وكذلك التأسِّي بالأئمة الهادين من وَلَدِهِ، فإنّ رثاءهم لبعضهم الآخر وعلماء شيعتهم في المؤلَّفات مَذْكُوْرَةٌ مَزْبُوْرَةٌ، ولو أتينا بشيءٍ من ذلك لضاقت به السطور، وترثية حسَّان وكعب بن مالك له ÷ وللشهداء كحمزة وجعفر وغيرهم من القرابة والصحابة ¤، فهي سُنَّةُ السَّلَفِ، وعَادَةُ الخَلَفِ، فهذه حُجَجٌ قائِمَةٌ، ودِلَالَاتٌ لازِمَةٌ، وهو شَيْءٌ عَرَضَ، ولنا فيه غَرَضٌ، ولا بأس بإيضاح حُجَّةٍ وكَشْفِ مَحَجَّةٍ، جعل الله ذلك خالصاً لوجهه الكريم، ومُقَرِّباً إلى الفَوْزِ بالنَّعيمِ.

ترثية الإمام الحجّة/ مجدالدين المؤيدي # لوالده ¥

  فمنها: ترثية وَلَدِهِ المفتقر إلى ربِّه مجدالدين بن محمد بن منصور عفا الله عنهم وهي: :

  مُصَابٌ رَمَتْ بالمُعْضِلَاتِ نَوَاجِمُهْ ... وخَطْبٌ هَمَتْ بِالمعْظَمَاتِ سَوَاجِمُهْ

  وَرُزْءٌ جَلِيْلٌ لَيْسَ تَقْوَى لِحَمْلِهِ الـ ... ـجِبَالُ الرَّوَاسِيْ أَثْقَلَتْنَا قَوَاصِمُهْ

  تَدَاعَتْ لَهُ الأَعْلَامُ مِنْ كُلِّ وجْهَةٍ ... وَأَقْوَتْ مِنَ الدِّيْنِ الحَنِيْفِ مَعَالِمُهْ

  تَصَدَّعَ بُنْيَانُ الهِدَايَةِ عَنْ يَدٍ ... لِذَلِكَ وارْتَجَّتْ عَلَيْهِ دَعَائِمُهْ