المسألة الأولى: أن لهذا العالم صانعا
= بلاد الكفر وغيرها أن ينظر إلى هذه الأعاجيب المدركات بالحواس من السماء والأرض وما بث فيهما ... إلى قوله: أنها محدثة؛ لظهور الإحداث فيها معترفة بالعجز على أنفسها ... إلى قوله: فلما شاهدت العقول على أن هذا هكذا ثبت أن لها مدبرًا حكيمًا دبرها ... إلى قوله: ليس له شبه ولا مثيل إذ المثل جائز عليه ما جاز على مثله من الانتقال والزوال والعجز والزيادة والنقصان. وأن بإحداثه إياها له المنة عليها ببقائها، وأن الممتن عليها ببقائها هو المنعم عليها ... إلى قوله: فإذا علم البالغ المدرك أن هذه هكذا كان عليه أن يشكر المنعم عليه ... إلى قوله: وشكر المنعم هو الطاعة له ... إلى قوله: وفي ذلك التقويم بين المطيع والعاصي وفي ذلك إيجاب الثواب والعقاب، فلما تصرمت أعمار المطيعين ولم يثابوا وتقضَّت آجال العاصين ولم يعاقبوا وَجَبَ على قود التوحيد واطراد الحكمة أن دار بعد هذه الدار يثاب فيها المطيعون ويعاقب فيها المسيئون، وهذه أمور أوجبتها الفطرة ... إلى قوله: واستطراد ذلك كله في العقول ... إلى قوله: فلما كان ذلك كذلك كان في ضرورة العقل أن لا سبيل له إلى علم كيفية الطاعة من دون الخبر من عند المنعم بكيفية الطاعة ... إلى قوله: علم أن خبر الطاعة لا يمكن إلا برسول من عند المنعم ... إلخ).
قال الإمام القاسم بن إبراهيم #: (والعبادة تنقسم على ثلاثة أوجه: أولها: معرفة الله. والثاني: معرفة ما يرضيه وما يسخطه. والوجه الثالث: إتباع ما يرضيه واجتناب ما يسخطه ... إلى قوله: فهذه ثلاث عبادات من ثلاث حجج احتج بها المعبود على عباده وهي: العقل، والكتاب، والرسول، فجاءت حجة العقل بمعرفة المعبود، وجاءت حجة الكتاب بمعرفة التعبد، وجاء الرسول بمعرفة العبادة، والعقل أصل الحجتين الآخرتين؛ لانهما عرفا به ولم يعرف بهما، فافهم ذلك). =