المسألة الأولى: أن لهذا العالم صانعا
= [مجموع الإمام القاسم ص ١/ ٦٣١].
وهذه المسألة (معرفة الخالق تعالى) هي أول الواجبات العقلية وأهمها. قال في الكاشف الأمين: (ثم إن الواجبات التي كلف الله المكلفين بها على ثلاثة أضرب بالنسبة إلى حكم العقل فيها وإدراكه إياها:
الضرب الأول: يحكم العقل بلزومه وتحتمه على المكلف المنعم عليه بكل حال ولا يبيح اسقاطه عنه في حال من الأحوال، وذلك ما يتعلق بفعل القلب فقط وهو معرفة المنعِم تعالى والاعتراف له بأنه منعم ... إلى قوله:
الضرب الثاني: يحكم العقل بوجوبه ولزوم فعله أو تركه وعدم جواز جحده بالقلب، وذلك ما يتعلق بفعل الجارحة كردِّ الوديعة، وقضاء الدين والشكر باللسان والأركان، وترك الظلم والكذب والعبث والسفه ... إلى قوله:
الضرب الثالث: ما لا يحكم العقل فيه بلزوم فعل ولا ترك، وإنما يحكم فيه حكمًا عامًا لجميع مفرداته وهو لزوم امتثال ما أمر به أو نهى عنه المالك المنعم وإباحة ما سكت عنه ... إلى قوله: وهذا الضرب هو الذي ينقسم إلى الأحكام الخمسة الشرعية، ولا يهتدي العقل فيه إلى حكم معين أو مصلحة أو مفسدة إلا بواسطة الرسل، فما أمروا به عُلِم وجوبه، وأن المصلحة في فعله والمفسدة في تركه ... إلى قوله: وما نهوا عنه عُلِم تحريمه، وأن المصلحة في تركه والمفسدة في فعله ... إلخ). [الكاشف الأمين ص ٥٨].
وهذا مصداق قول أمير المؤمنين #: (فبعث فيهم رسله وواتر إليهم أنبياءه، ليستأدوهم ميثاق فطرته ويذكرونهم منسي نعمته، ويحتجوا عليهم بالبليغ، ويثيروا لهم دفائن العقول). [نهج البلاغة ص ٣٢/ ١].