مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

المسألة الرابعة: أن الله تعالى حي

صفحة 18 - الجزء 1

  الْمَيِّتَ والْجَمَادَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَا قَادِرَيْنِ ولَا عَالِمَيْنِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِكَوْنِهِمَا غَيْرَ حَيَّيْنِ، وَقَدْ ثَبَتَ أنَّ اللهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَالِمٌ، فَيَجِبُ وَصْفُهُ بأَنَّهُ حَيٌّ⁣(⁣١).


(١) قال الإمام الهادي إلى الحق #: (لو قال قائل، أو سأل عن معنى «الحي» سائل؟ قيل له: الحي يخرَّج على ثلاثة وجوه، فمنهن: المتحرك من ذوي الحواس المفهومة من الملائكة والجن والإنس وغير ذلك من الخلائق المعلومة وغير المعلومة ذوات الأرواح ... إلى قوله: والله من ذلك سبحانه فبريء، وعن التجسيم والزوال فمتقدس علي.

والمعنى الثاني: فما يحييه وينشئه لجميع المخلوقين مما يذرأ ويخرج للعباد بالماء من النبات والفواكه والأشجار ... إلى قوله:

والمعنى الثالث: فهو الذي لا يجوز غيره في الله ذي السلطان وذي الجبروت والرأفة والإحسان، وهو أن معنى الحي هو الذي يجوز منه الفعل والتدبير، وذلك فهو الله الحي الدائم اللطيف الخبير). [مجموع رسائل الإمام الهادي ص ١٣٧].

قال في كتاب (الكاشف الأمين): (والعلم بهذه المسألة بعد العلم بالصانع المختار ضروري لا يحتاج إلى استدلال). [ص ١٥٦].