المسألة الرابعة: أن الله تعالى حي
  الْمَيِّتَ والْجَمَادَ لَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَا قَادِرَيْنِ ولَا عَالِمَيْنِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ إِلَّا لِكَوْنِهِمَا غَيْرَ حَيَّيْنِ، وَقَدْ ثَبَتَ أنَّ اللهَ تَعَالَى قَادِرٌ عَالِمٌ، فَيَجِبُ وَصْفُهُ بأَنَّهُ حَيٌّ(١).
(١) قال الإمام الهادي إلى الحق #: (لو قال قائل، أو سأل عن معنى «الحي» سائل؟ قيل له: الحي يخرَّج على ثلاثة وجوه، فمنهن: المتحرك من ذوي الحواس المفهومة من الملائكة والجن والإنس وغير ذلك من الخلائق المعلومة وغير المعلومة ذوات الأرواح ... إلى قوله: والله من ذلك سبحانه فبريء، وعن التجسيم والزوال فمتقدس علي.
والمعنى الثاني: فما يحييه وينشئه لجميع المخلوقين مما يذرأ ويخرج للعباد بالماء من النبات والفواكه والأشجار ... إلى قوله:
والمعنى الثالث: فهو الذي لا يجوز غيره في الله ذي السلطان وذي الجبروت والرأفة والإحسان، وهو أن معنى الحي هو الذي يجوز منه الفعل والتدبير، وذلك فهو الله الحي الدائم اللطيف الخبير). [مجموع رسائل الإمام الهادي ص ١٣٧].
قال في كتاب (الكاشف الأمين): (والعلم بهذه المسألة بعد العلم بالصانع المختار ضروري لا يحتاج إلى استدلال). [ص ١٥٦].