المسألة الأولى: أن الله تعالى عدل حكيم
  وَقَدْ أَضَافَ اللهُ تَعَالَى أَفْعَالَ العِبَادِ إِلَيْهِمْ فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، فَقَالَ تَعَالَى: {تَقُولُونَ مَا لَا تَفۡعَلُونَ ٢}[الصف]، وَقَالَ تَعَالَى: {جَزَآءَۢ بِمَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ٢٤}[الأنعام]، وَقَالَ تَعَالَى: {هَلۡ تُجۡزَوۡنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمۡ تَكۡسِبُونَ ٥٢}[يونس]، وقَالَ تَعَالَى: {وَتَخۡلُقُونَ إِفۡكًاۚ}[العنكبوت: ١٧]، وَذَلِكَ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا مِنْهُمْ لَا مِنْهُ تَعَالَى(١).
(١) ومما جاء في هاتين المسألتين: قال في نهج البلاغة: وسئل [أي: الإمام علي #] عن التوحيد والعدل؟ فقال: (التوحيد أن لا تتوهمه، والعدل أن لا تتهمه). وصدق # فقد جمع في هذا الكلام القصير البليغ الذي يُعَدُّ من «جوامع الكلام» معاني التوحيد والعدل.
ومن خطبة له # في تنزيه الله تعالى قوله: (الذي صدق في ميعاده، وارتفع عن ظلم عباده، وقام بالقسط في خلقه، وعدل عليهم في حكمه). [نهج البلاغة ص ١١٥/ ٣].
ومن كلام له # للسائل لَمَّا سأله: أكان مسيرنا إلى الشام بقضاءٍ من الله وقدر؟: (ويحك لعلك ظننت قضاءً لازمًا وقدرًا حتما؟! لو كان كذلك لبطل الثواب والعقاب، وسقط الوعد والوعيد، وإن الله سبحانه أمر عباده تخييرًا، ونهاهم تحذيرًا، وكلف يسيرًا، ولم يكلف عسيرًا، وأعطى على القليل كثيرًا، ولم يُعصَ مغلوبًا، ولم يُطَع مُكرِهًا، ولم يرسل الأنبياء لعبًا، ولم ينزل الكتب للعباد عبثًا، ولا خلق السموات والأرض وما بينهما باطلًا {ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ ٢٧}[ص]). [نهج البلاغة ص ١٧/ ٤]. =