المسألة الثالثة: أن الله تعالى لا يثيب أحدا إلا بعلمه، ولا يعاقبه إلا بذنبه
= ينتفعوا بما أدركوا من طلبتهم، ولا بما قضوا من وطرهم).
وقال #: (فإنكم مرتهنون بما أسلفتم، ومدينون بما قدمتهم). [نهج البلاغة ص ٤١/ ٣].
وقال الإمام القاسم بن إبراهيم الرسي # من كلام له: والثاني من الأصول: إن الله سبحانه عدل غير جائر، لا يكلف نفسًا إلا وسعها، ولا يعذبها إلا بذنبها ... إلخ. [مجموع كتب الإمام القاسم ص ٦٤٧].
وأخرج الإمام الناصر الأطروش # في كتابه البساط: عن النبي ÷: «المؤمن الذي إذا عمل حسنة سرته، وإذا عمل سيئة سائته وخاف عقابها». [البساط ص ٧١].
وقال الإمام زيد بن علي @ من كلام له: فنفت المجبرة والمشبهة عن أنفسهم جميع المذمات، والظلم والجور والسفه، ونسبوها إلى الله ø من جميع الجهات، فقالوا: خلقنا الله أشقياء، ثم عذبنا بالنار ولم يظلمنا، فأي استهزاءٍ أعظم من هذا، وأي ظلم أوضح. [مجموع كتب ورسائل الإمام زيد ص ٢١٥].
وقال الإمام الهادي يحيى بن الحسين # من كلام له: ولكنه سبحانه أراد أن لا يثيب ولا يعاقب إلا عاملًا متخيرًا مميزًا، فأمر العباد ونهاهم، وبصَّرهم وهداهم، وجعل فيهم استطاعات ... إلى قوله: ليطيع المطيع فيستأهل بعمله وتخيره الثواب ... إلخ. [مجموع كتب الإمام الهادي ص ٤٦٧].