المسألة الخامسة: أن الله تعالى لا يكلف أحدا ما لا يطيقه
المسألة الخامسة: أن الله تعالى لا يكلف أحدًا ما لا يطيقه
  والدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّ تَكْلِيفَ مَا لَا يُطَاقُ قَبِيحٌ عِنْدَ كُلِّ عَاقِلٍ. وَقَدْ ثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يَفْعَلُ القَبِيحَ عَلَى مَا تَقَدَّمَ بَيَانُهُ، وقَدْ قَالَ تَعَالَى: {لَا يُكَلِّفُ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِلَّا وُسۡعَهَاۚ}[البقرة: ٢٨٦]، والوُسْعُ دُونَ الطَّاقَةِ؛ فَثَبَتَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لَا يُكَلِّفُ أَحَدًا مِنْ عِبَادِهِ مَا لَا يُطِيقُهُ(١).
(١) قال أمير المؤمنين علي # من كلام له: (إن الله سبحانه أمر عباده تخييرًا، ونهاهم تحذيرًا، وكلف يسيرًا، ولم يكلف عسيرًا). [نهج البلاغة ص ١٧/ ٤].
وقال الإمام زيد بن علي @ من كلام له: بل كلفهم أقل مما يطيقون، وأعطاهم أكثر مما يستأهلون، لم يلتمس بذلك منهم علة، ولم يغتنم منهم زلة ... إلى قوله: تعالى عما تقول المجبرة والمشبهة علوًا كبيرًا؛ إذ شبهوا الله سبحانه بالجن والإنس؛ لأن الظلم والجهل والفسوق والفجور والكفر والسفة لا تكون إلا من الجن والإنس. [مجموع كتب ورسائل الإمام زيد ص ٢١٦].
وقال الإمام الهادي يحيى بن الحسين # في كتاب المنزلة بين المنزلتين من كلام له: فبهذه الآيات ونحوها علمنا أن الله لا يكلف أحدًا من خلقه ما لا يطيق، وأنه قد قوَّى عباده على ما أمرهم به من طاعته ... إلى قوله: وبذلك علمنا أن الاستطاعة قبل الفعل. [مجموع كتب الإمام الهادي ص ١٦٤].