مصباح العلوم في معرفة الحي القيوم،

أحمد بن الحسن الرصاص (المتوفى: 621 هـ)

خاتمة

صفحة 73 - الجزء 1


= فالجواب: قول الإمام #: وكيف نرخص في التقليد ونحن أشد الناس ذمًا للتقليد! فما أمرنا العبادَ بالرجوع إلينا، واتباع آثارنا، إلا بما أمرهم به أحكمُ الحاكمين، وذلك ظاهر في قوله تعالى: {فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، والذكر هو الرسول الله ÷ بدلالة قوله تعالى: {فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْۚ قَدۡ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيۡكُمۡ ذِكۡرٗا ١٠ رَّسُولٗا ... إلخ}⁣[الطلاق]، فكان مما تلاه على الكافة من الآيات، وبينه لهم من الدلالات، وأخرجهم به من الظلمات - أمرُهُ لهم باتباع عترته، والاقتداء بذريته، وأمَّنهم مع التمسك بهم من الضلال وهو صادق مصدوق، وذلك ثابت فيما رويناه بالإسناد الموثوق به من قوله #: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدًا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض».

قال #: وهذا كما ترون أمرٌ للكافة بالاتباع ... إلى قوله #: لما رويناه عن آبائنا الطاهرين سلام الله عليهم عن جدهم خاتم النبيين الشفيع المشفع يوم الدين صلى الله عليه وعلى آله الأكرمين أنه قال: «قدموهم ولا تَقَدّموهم، وتعلموا منهم ولا تعلموهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».

قال #: فهذا تصريح منه ÷ بما قلنا، وفوق ما قلنا من وجوب اتباعهم والاقتداء بهم وأخذ العلم عنهم وقلة المخالفة لهم وتحريم الطعن عليهم، فكيف يسوغ لمسلم التخلف عنهم ... إلخ. [مجموع السيد حميدان # ص ٣٧].

تمَّ ما أردنا الإشارة إليه من أقوال أهل البيت المطهرين، ومَنَ أراد الاطلاع على المزيد من مسائل أصول الدين فعليه بمطالعة كتبهم وكتب شيعتهم الأكرمين. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين بتاريخ ٣٠/جمادى الآخرة سنة ١٤٤٦ هـ. المفتقر إلى الله تعالى/ عبدالعظيم قاسم العزي (وفقه الله).