مسائل الخلاف بين المذاهب الإسلامية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

ذكر الحجج على إمامة أبي بكر

صفحة 141 - الجزء 1

  بخيركم .... ، وإن لي شيطاناً يعتريني ... ، الصدق أمانة والكذب خيانة ... إلخ)، فهذا تصريح من أبي بكر أنه ليس بأفضل الصحابة، ولا يصح لأحد أن يقول: إن أبا بكر إنما قال ذلك تواضعاً وهضماً لنفسه، وذلك أن من المعروف أن الكذب لا يجوز لمثل هذا الغرض ولا سيما من مثل خليفة المسلمين وعلى منبر الرسول ÷، ولا شك أن عمر وعثمان يدينون ويعتقدون أنهما دون أبي بكر في الفضل، وعلى هذا فيلزم أن علياً # أفضل الصحابة.

  أهل السنة:

  الترتيب في الخلافة دليل على الترتيب في الفضل، وعلى حسب ترتيبهم في الخلافة، دان السلف والخلف بأن ترتيبهم في الفضل هو على حسب ذلك الترتيب، وهذا في حين أن للخلفاء الثلاثة أعمالاً جليلة؛ فأبو بكر حارب المرتدين وجاهدهم بعد موت النبي ÷، وكان المسلمون في جزيرة العرب قد ارتدوا عن الإسلام تقريباً، ولم يبق على الإسلام إلا أهل المدينة وقلة قليلة؛ فجاهدهم أبو بكر وقطع دابرهم، وأعاد للإسلام دولته وسلطانه في جزيرة العرب، وكثرت الفتوح في خلافة عمر وخلافة عثمان، وتوسعت دولة الإسلام كما ذلك معروف ومشهور، ولم يكن لعلي # مثل ما لهم من جلائل الأعمال؛ فيجب أن يكون كل واحد منهم أفضل.