الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

مقتله ~ ومبلغ عمره وذكر موضع قبره

صفحة 29 - الجزء 1

  ¥ حضر الموضع وزاره، وقال لابنه إسماعيل: (هذا قبر جدك أمير المؤمنين ~).

  وقد روينا عن الحسن بن علي ª أنَّه قال: (حملناه ليلاً ودفناه في الغري).

  فلولا جهل هؤلاء الحَشْو الطغام واستيلاء العناد عليهم لاكتفوا في هذا المشهد بشهادة الحسن بن علي ®، وشهادة زيد بن علي @، وجعفر بن محمد ¥، ولكنهم قد أنِسُوا بمخالفة آل رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله في كل شيء، حتى في مواضع قبورهم {وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٣٢}⁣[التوبة].

  وكم قد جرى من أمثال هذا العناد، والقصد إلى إخفاء آثار هذه الذرية الطاهرة، ومحو مآثرهم، من المتغلبين في الدنيا، كخلفاء بني أمية، ومَنْ سلك سبيلهم وزاد عليهم من خلفاء بني العباس، فأبى اللّه إلا رَدَّ كيدهم في نحورهم، وعَكَسَ ما دبّروه وحاولوه عليهم، فآثارهم مطموسة، وقبورهم مجفوة مجهولة، مع حصول الملك فيهم، وبقاء سلطانهم، وآثار هذه العترة الطاهرة لا تزيدها الأيام إلا إشراقاً وظهوراً وضياءً ونوراً، هذا الرضا علي بن موسى⁣(⁣١) @


(١) قال الإمام الحجة/ مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي # في التحف ط/٣/ ١٥٠: الإمام أبو الحسن علي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي سيد العابدين بن الحسين السبط بن علي الوصي صلوات الله وسلامه عليهم، ولَقَب الإمام الرضا وصف بالمصدر مبالغة كعَدْل، وليس برضيٍّ صفة على فعيل خلاف ما في القاموس. بيعته: قال في الشافي: وكان المأمون وأولاده وأهل بيته وبنو هاشم أول من بايعه، ثم الناس على مراتبهم، والأمراء والقواد، وجميع الأجناد، وأعطى الناسَ المأمونُ عطاء واسعاً للبيعة، وضرب اسمه في السكة والطراز، وجعل له في الخطبة موضعاً، فكان إذا بلغه الخطيب قال: اللهم صل على الإمام الرضا علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين سيد شباب أهل الجنة بن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، ثم يقول:

ستة آباءٍ همُ ما همُ ... همْ خير من يشرب صوب الغمام

=