الإفادة في تاريخ الأئمة السادة،

يحيى بن الحسين الهاروني (الإمام أبو طالب) (المتوفى: 424 هـ)

أيام ظهوره وذكر بيعته ¥

صفحة 45 - الجزء 1

  وكان # مثل أبيه ª في الشجاعة وقوة القلب ومبارزة الأبطال، وله مقامات مشهورة بخراسان أيام ظهوره بها في حروبه من قتل الشجعان الذين بارزوه، والنِّكَايَةِ في الأعداء الذين قاتلوه.

أيام ظهوره وذكر بيعته ¥

  قد كان زيد بن علي ¥ أوصاه حين رُمِيَ بقتال الظالمين وأعداء الدين، فلما استشهد أبوه # خرج من الكوفة متنكراً مستتراً مع نفر من أصحابه، فدخل خراسان، وانتهى إلى بلخ، ونزل على الحريش بن عبد الرحمن الشيباني.

  وكتب يوسف بن عمر يطلبه إلى نصر بن سيار، فكتب نصر إلى عامله عقيل بن معقل الليثي عامله على (بلخ) يطلبه، فذكر له أنَّه في دار الحريش، فطالبه بتسليمه منه، فأنكر أن يكون عارفاً لمكانه، فضربه ستمائة سوط، فلم يعترف.

  فقال له: والله لا أرفع الضرب عنك حتى تسلّمه أو تموت.

  فقال له الحريش |: (والله لو كان تحت قَدَمَيَّ هاتين ما رفعتهما عنه، فاصنع ما بدا لك!) فلما خشي ابنه - قريش - على أبيه القتل، دَسَّ إليه بأنه يدل عليه إن أفْرَج عن أبيه، فدلّ عليه، وأُخِذ وحُمِلَ إلى نصر بن سيار، فقيّده وحبسه وكتب بخبره إلى يوسف بن عمر.

  وكتب يوسف إلى الوليد بن يزيد بذلك، فكتب الوليد يأمره بالإفراج عنه وترك التعرض له ولأصحابه، فكتب يوسف إلى نصر بما أمره به، فدعاه نصر وحَلَّ قيده، وقال له: لا تُثِر الفتنة.

  فقال له #: (وهل فتنة في أمة محمد صلى اللّه عليه وعلى آله أعظم من فتنتكم التي أنتم فيها، من سفك الدماء، والشروع فيما لستم له بأهل).

  فسكت عنه نصر وخلّى سبيله.

  فخرج من عنده وجاء إلى (بيهق) وأظهر الدعوة هناك، وبايعه فيها سبعون رجلاً، واجتمع إليه نفر، فكتب نصر بن سيار إلى عمرو بن زُرَارة بقتاله، وكتب إلى قيس بن عباد عامل (سرخس)، وإلى الحسن بن زيد عامل (طوس) بالانضمام إليه، فاجتمعوا وبلغ القوم زهاء عشرة آلاف، وخرج يحيى بن زيد ¥ إليهم