بيعته ومدة ظهوره ونبذ من سيرته وذكر وفاته وموضع قبره
  فوجه إليه الحسنُ بن سهل - وهو يلي العراق من قِبَل المأمون: زهيرَ بن المسيب الضَّبِّي مع عشرة آلاف رجل، فخرج إليه أبو السرايا مع أصحابه من أهل الكوفة والعرب فقاتلهم وأوقع بهم وهزمهم وغنم دوابهم وكراعهم.
  ثم أنفذ الحسن بن سهل بعبدوس بن عبد الصمد وضمّ إليه جيشاً كثيراً لإعادة القتال.
  وكانت له # ست وقعات على باب الكوفة، وأصابه في خروجه سهم وطُعن فاعْتَلّ.
  وكان أبو السرايا يقوم بقتال القوم في أيام علّته، فدبَّر أمر الحرب على غير الوجه الذي كان يسيره ويسن فيه، فإنه # كان ينهى عن القتال إلا بعد تقديم الدعوة، فبيّت أبو السرايا العساكر الواردة ثانياً وأوقع بهم وهم على غِرَّة وقتل منهم مقتلة عظيمة، واستباح أموالهم، وضرب عبدوس ضربة فلق بها هامته، ورجع إلى الكوفة غانماً، ودخل إلى محمد بن إبراهيم # وقد اشتدت به العلة، فوبخه # على تبييته العسكر، وقال له: أنا أبرأ إلى اللّه مما فعلتَ، فما كان لك أن تبيّتهم وتقاتلهم حتى تدعوهم، وما كان لك أن تأخذ من عسكرهم إلا ما جلبوا(١) به علينا من السلاح.
  فقال أبو السرايا: يا بن رسول اللّه تدبير الحرب أوجب هذا ولستُ أعاود مثله.
  وتبيّن أبو السرايا في وجهه الموت، فقال: يا بن رسول اللّه كُلُّ حيّ ميّت، وكلّ جديد بال، فاعهد إليّ.
  فقال: (أوصيك بتقوى اللّه، والمقام على الذب عن ديننا، ونصر(٢) أهل بيت نبيك صلى اللّه عليه وعلى آله).
(١) أجلبوا: نخ.
(٢) ونصرة: نخ.