متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المفعول الذي لم يسم فاعله

صفحة 34 - الجزء 1

  وَيُسَمَّى فِعْلُهُ: الْفِعْلَ الْمَبْنِيَّ لِلْمَفْعُولِ، وَالْفِعْلَ الْمَبْنِيَّ لِلْمَجْهُولِ، وَالْفِعْلَ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ.

  فَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ مَاضِيًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ، وَإِنْ كَانَ مُضَارِعًا ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ، نَحْو: «ضُرِبَ زيدٌ» وَ «يُضْرَبُ زيدٌ». وَإِن كَانَ الْمَاضِي مَبْدُوءًا بِتَاءٍ زَائِدَةٍ ضُمَّ أَوَّلُهُ وَثَانِيهِ، نَحْو: «تُعُلِّمَ» وَ «تُضُورِبَ». وَإِنْ كَانَ مَبْدُوءًا بِهَمْزَةِ وَصْلٍ ضُمَّ أَوَّلُهُ وَثَالِثُهُ، نَحْو: «اُنْطُلِقَ» وَ «استُخرِجَ».

  وَإِنْ كَانَ الْمَاضِي مُعْتَلَّ الْعَيْنِ فَلَكَ كَسْرُ فَائِهِ فَتَصِيرُ عَيْنُهُ يَاءً، نَحْو: «قِيلَ» وَ «بِيعَ»، وَلَكَ إشْمَامُ الْكَسْرَةِ الضَّمَّةَ - وَهُوَ خَلَطُ الْكَسْرَةِ بِشَيْءٍ مِنْ صَوْتِ الضَّمَّةِ -، وَلَكَ ضَمُّ الْفَاءِ فَتَصِيرُ عينُهُ وَاوًا سَاكِنَةً، نَحْو: «قُوْلَ» وَ «بُوْعَ».

  وَالنَّائِبُ عَنِ الْفَاعِلِ عَلَى قِسْمَيْنِ: ظَاهِر وَمُضْمَر.

  فَالظَّاهِرُ نَحْو: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ}⁣[الأعر اف ٢٠٤]، {ضُرِبَ مَثَلٌ}⁣[الحج ٧٣]، {وَقُضِيَ الأَمْرُ}⁣[البقرة ٢١٠]، {قُتِلَ الْخَرَّاصُونَ ١٠}⁣[الذاريات ١٠]، {يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ}⁣[الرحمن ٤١].

  وَالْمُضْمَرُ نَحْو: «ضُرِبْتُ» وَ «ضُرِبْنَا» وَ «ضُرِبْتَ» إِلَى آخِرِ مَا تَقَدَّمَ، لَكِنْ يُبْنَى الْفِعْلُ لِلْمَفْعُولِ، وَيَنُوبُ عَنِ الْفَاعِلِ وَاحِدٌ مِنْ أَرْبَعَةٍ:

  الْأَوَّلُ: الْمَفْعُولُ بِهِ كَمَا تَقَدَّمَ.

  الثَّانِي: الظَّرْفُ، نَحْو: «جُلِسَ أَمَامُك»، وَ «صِيْمَ رَمَضَانُ».