متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المبتدإ والخبر

صفحة 35 - الجزء 1

  الثَّالِثُ: الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ، نَحْو: {وَلَمَّا سُقِطَ فَي أَيْدِيهِمْ}⁣[الأعراف ١٤٩].

  الرَّابِعُ: الْمَصْدَرُ، نَحْو: {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ}⁣[الحاقة ١٣].

  وَلَا يَنُوبُ غَيْرُ الْمَفْعُولِ بِهِ مَعَ وُجُودِهِ غَالِبًا.

  وَإِذَا كَانَ الْفِعْلُ مُتَعَدِّيًا لِاثْنَيْنِ جُعِلَ أَحَدُهُمَا نَائِبًا عَنِ الْفَاعِلِ وَيُنْصَبُ الثَّانِي منهما، نَحْو: «أُعْطِيَ زَيْدٌ دِرْهَمًا».

بَابُ الْمُبْتَدَإِ وَالْخَبَرِ

  الْمُبْتَدَأُ: هُوَ الِاسْمُ الْمَرْفُوعُ الْعَارِي عَنِ الْعَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ. وَهْوَ قِسْمَانِ: ظَاهِرٌ وَمُضْمَرٌ.

  فَالْمُضْمَرُ هُو «أَنَا» وَأَخَوَاتُه الَّتِي تَقَدَّمَتْ فِي فَصْلِ الْمُضْمَرِ. وَالظَّاهِرُ قِسْمَانِ: مُبْتَدَأٌ لَهُ خَبَرٌ، وَمُبْتَدَأٌ لَهُ مَرْفُوعٌ سَدَّ مَسَدَّ الْخَبَرِ.

  فَالْأَوَّلُ نَحْو: {اللَّهُ رَبُّنَا}⁣[الشورى ١٥]، و {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ}⁣[الفتح ٢٩].

  وَالثَّانِي: هُوَ اسْمُ الْفَاعِلِ وَاسْمُ الْمَفْعُولِ إِذَا تَقَدَّمَ عَلَيْهِمَا نَفْيٌّ أَو اسْتِفْهَامٌ⁣(⁣١)، نَحْو: «أقَائِمٌ زيدٌ؟»، وَ «مَا قائمٌ الزَّيْدَانِ» وَ «هَلْ مَضْرُوبٌ الْعُمَرَانِ؟»، وَ «مَا مَضْرُوبٌ الْعُمَرَانِ».

  وَلَا يَكُونُ الْمُبْتَدَأُ نَكِرَةً إلَّا بِمُسَوِّغٍ، وَالْمُسَوِّغَاتُ كَثِيرَةٌ:

  مِنْهَا: أنْ يَتَقَدَّمَ عَلَى النَّكِرَةِ نَفْيٌ أَو اسْتِفْهَامٌ، نَحْو: «مَا رَجُلٌ قائمٌ» وَ «هَلْ رجلٌ جَالِسٌ؟»، وَقَوْله تَعَالَى: {أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ}⁣[النمل ٦٠].


(١) أي: أنهما لا يرفعان فاعلا يسد مسد الخبر إلا إذا تقدم عليهما نفي أو استفهام.