[كان وأخواتها]
  وسُمِّيَتْ «مَا» هَذِهِ مَصْدَرِيَّةً؛ لأَنَّهَا تُقَدَّرُ بِالْمَصْدَرِ، وَهْوَ الدَّوَامُ، وَسُمِّيَتْ ظَرْفِيَّةً؛ لِنِيَابَتِهَا عَنِ الظَّرْفِ، وَهْوَ الْمُدَّةُ.
  وَيَجُوزُ فِي خَبَرِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ أَنْ يَتَوَسَّطَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اسْمِهَا، نَحْو: {وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ}[الروم ٤٧]، وَقَوْلِ الشَّاعِرِ:
  [سَلِي إنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عنَّا وَعَنْهُمُ] ... فَلَيْسَ سواءً عَالِمٌ وَجَهُولُ
  وَيَجُوزُ أنْ تَتَقَدَّمَ أخْبَارُهُنَّ عَلَيْهِنَّ إلَّا «لَيْسَ» وَ «دَامَ»، كَقَوْلِكَ: «عَالِمًا كَانَ زَيْدٌ».
  وَلِتَصَارِيفِ هَذِهِ الْأَفْعَالِ مِنَ الْمُضَارِعِ وَالْأَمْرِ وَالْمَصْدَرِ وَاسْمِ الْفَاعِلِ مَا لِلْمَاضِي مِن الْعَمَلِ، نَحْو: {حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}[يونس ٩٩]، و {كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}[الإسراء ٥٠].
  وَتُسْتَعْمَلُ هَذِهِ الْأَفْعَالُ تَامَّةً(١)، أَي: مُسْتَغْنِيَةً عَنِ الْخَبَرِ، نَحْو: {وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ}[البقرة ٢٨٠]، أَي: وَإِنْ حَصَلَ، {فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ}[الروم ١٧]، أَي: حِينَ تَدْخُلُونَ فِي الصَّبَاحِ وَحِينَ تَدْخُلُونَ فِي الْمَسَاءِ، إلَّا «زَالَ» وَ «فَتِئَ» وَ «لِيسَ» فَإِنَّهَا مُلَازِمَةٌ لِلنَّقْص.
  وَتَخْتَصُّ «كَان» بِجَوَازِ زِيَادَتِهَا؛ بشرطِ أنْ تَكُونَ بِلَفْظِ الْمَاضِي، وَأَنْ تَكُونَ فِي حَشْوِ الْكَلَامِ، نَحْو: «مَا كَانَ أَحْسَنَ زَيْدًا». وَتَخْتَصُّ - أيْضًا - بِجَوَازِ حَذْفِهَا مَعَ اسْمِهَا وَإِبْقَاءِ خَبَرِهَا، وَذَلِكَ كَثِيرٌ بَعْدَ
(١) أي: أنها تكون مكتفية بمرفوعها، فتكون معه كلاما تاما.