متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[كان وأخواتها]

صفحة 39 - الجزء 1

[كَانَ وَأَخَوَاتُهَا]

  فَصْلٌ: فَأَمَّا كَانَ وَأَخَوَاتُهَا فَإِنَّهَا تَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ تَشْبِيهًا بِالْفَاعِلِ وَيُسَمَّى اسْمَهَا، وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ تَشْبِيهًا بِالْمَفْعُولِ وَيُسَمَّى خَبَرَهَا.

  وَهَذِهِ الْأَفْعَالُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَقْسَامٍ:

  أَحَدُهَا: مَا يَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ مِنْ غَيْرِ شَرْطٍ، وَهْوَ «كَانَ» وَ «أَمْسَى» وَ «أَصْبَحَ» وَ «أَضْحَى» وَ «ظَلَّ» وَ «بَاتَ» وَ «صَارَ» وَ «لَيْسَ»، نَحْو: {وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيمًا}⁣[النساء ٩٦]، {فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا}⁣[آل عمران ١٠٣]، {لَيْسُوا سَوَآءً}⁣[آل عمران ١١٣]، {ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا}⁣[النحل ٥٨].

  وَالثَّانِي: مَا يَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ بِشَرْطِ أَنْ يَتَقَدَّمَهُ نَفْيٌ أَو نهيٌ أَو دُعَاءٌ، وَهْوَ أَرْبَعَةٌ: «زَالَ» وَ «فَتِئَ» وَ «بَرِحَ» وَ «انْفَكَّ»، نَحْو: {وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}⁣[هود ١١٨]، {لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ}⁣[طه ٩١].

  وَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

  صاحِ شَمِّرْ ولا تَزَلْ ذَاكِرَ المَوْ ... تِ فَنِسْيَانُه ضَلَالٌ مُبِينُ

  وَقَوْلِهِ:

  [أَلَا يَا اسْلَمِي يَا دَارَ مَيَّ عَلَى الْبِلَا] ... وَلَازَالَ مُنْهَلًّا بِجَرْعَائِكِ القَطْرُ

  وَالثَّالِثُ: مَا يَعْمَلُ هَذَا الْعَمَلَ بِشَرْطِ أنْ تَتَقَدَّمَهُ «مَا» الْمَصْدَرِيَّةُ الظَّرْفِيَّةُ، وَهْو «دَامَ»، نَحْو: {مَا دُمْتُ حَيًّا}⁣[مريم ٣١].