متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[أفعال المقاربة]

صفحة 42 - الجزء 1

  أَو جَارًّا وَمَجْرُورًا، نَحْو: «مَا فِي الدَّارِ زَيْدٌ جَالِسًا» - لَم يَبْطُلْ عَمَلُهَا. وَبَنُو تَمِيمٍ لَا يُعْمِلُونَهَا وَإِنْ اسْتَوْفَتِ الشُّرُوطَ.

  وَأَمَّا «لا» فَتَعْمَلُ عَمَلَ «لَيْسَ» - أيضًا - عِنْدَ الْحِجَازِيِّينَ فَقَط بِالشُّرُوطِ الْمُتَقَدِّمَةِ فِي «مَا⁣(⁣١)»، وَتَزِيدُ بِشَرْطِ آخَرَ، وَهْو: أنْ يَكُونَ اسْمُهَا وَخَبَرُهَا نَكِرَتَيْنِ، نَحْو: «لا رَجُلٌ أفْضَلَ مِنْكَ». وَأَكْثَرُ عَمَلِهَا فِي الشِّعْر.

  وَأَمَّا «إنْ» النَّافِيَة فَتَعْمَلُ عَمَلَ «لَيْسَ» فِي لُغَةِ الْعَالِيَةِ بِالشُّرُوطِ الْمَذْكُورَةِ فِي «مَا»، سَوَاءً كَانَ اسْمُهَا مَعْرِفَةً أَو نَكِرَةً، نَحْو: «إنْ زَيْدٌ قَائِمًا»، وسُمِعَ مِن كَلَامِهِمْ: «إنْ أَحَدٌ خَيْرًا مِن أَحَدٍ إلَّا بِالْعَافِيَةِ».

  وَأَمَّا «لَاتَ» فَتَعْمَلُ عَمَلَ «لَيْسَ» بِشَرْطِ أنْ يَكُونَ اسْمُهَا وَخَبَرُهَا لَفْظَ الْحِينِ، وَبِأَنْ يُحْذَفَ اسمُهَا أَو خَبَرُهَا، والغالبُ حذفُ الِاسْم، نَحْو: {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}⁣[ص ٣]، أَي: لَيْسَ الْحِينُ حِينَ فِرَارٍ، وَقُرِئَ: «وَلَاتَ حِينُ مَنَاصٍ» عَلَى أَنَّ الْخَبَر مَحْذُوفٌ، أَي: ليسَ حِينُ فِرَارٍ حِينًا لهَمُ.

[أَفْعَال الْمُقَارَبَة]

  فَصْلٌ: وَأَمَّا أَفْعَالُ الْمُقَارَبَةِ فَهِيَ ثَلاَثَةُ أَقْسَامٍ:

  - مَا وُضِعَ لِلدَّلَالَة عَلَى قُرْبِ الْخَبَر، وَهْو «كَادَ» وَ «كَرَِبَ» - بِفَتْحِ الرَّاءِ وَكَسرِهَا، وَالْفَتْحُ أَفْصَحُ - وَ «أَوْشَكَ».


(١) ما عدا الشرط الأول، وهو اقترانها بـ «إن»، فإنها لا تقترن بـ «إن» الزائدة.