متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

[أفعال المقاربة]

صفحة 43 - الجزء 1

  - وما وُضِع لِلدَّلَالَة عَلَى رَجَاءِ الْخَبَرِ، وَهْو: «عَسَى» وَ «حَرَى» وَ «اخْلَوْلَقَ».

  - وما وُضِعَ لِلدَّلَالَةِ عَلَى الشُّرُوعِ، وَهْوَ كَثِيرٌ، نَحْو: «طَفِقَ» وَ «عَلِقَ» وَ «أَنْشَأَ» وَ «أَخَذَ» وَ «جَعَلَ».

  وَهَذِهِ الْأَفْعَالُ تَعْمَلُ عَمَلَ «كَانَ»، فَتَرْفَعُ الْمُبْتَدَأَ وَتَنْصِبُ الْخَبَرَ، إلَّا أَنَّ خَبَرَهَا يَجِبُ أنْ يَكُونَ فِعْلًا مُضَارِعًا مُؤَخَّرًا عَنْهَا رَافِعًا لِضَمِيرِ اسْمِهَا.

  وَيَجِبُ اقْتِرَانُهُ بـ «أنْ» إنْ كَانَ الْفِعْلُ «حَرَى» وَ «اخْلَوْلَقَ»، نَحْو: «حَرَى زَيْدٌ أَنْ يَقُومَ» وَ «اخْلَوْلَقَتِ السَّمَاءُ أَنْ تُمْطِرَ».

  وَيَجِبُ تَجَرُّدُهُ مِن «أَنْ» بَعْدَ أَفْعَالِ الشُّرُوعِ، نَحْو: {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا}⁣[الأعراف ٢٢].

  وَالْأَكْثَرُ فِي خَبَرِ «عَسَى» وَ «أَوْشَكَ» الِاقْتِرَانُ بـ «أَنْ⁣(⁣١)»، نَحْو: {فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}⁣[المائدة ٥٢]، وَقَوْله ÷: «يُوشكُ أَنْ يَقَع فِيْهِ».

  وَالْأَكْثَرُ فِي خَبَرِ «كَاَدَ» وَ «كَرَبَ» تَجَرُّدُهُ مِنْ «أَنْ»، نَحْو: {وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ}⁣[البقرة ٧١]، وَقَوْلِ الشَّاعِرِ:

  كَرَبَ القلبُ مِنْ جَوَاهُ يذوبُ ... حِين قَال الوُشاةُ: هندٌ غَضُوبُ


(١) ولم يرد في القرآن إلا مقترنا بأن، ومن وروده في غير القرآن بدون أن قوله:

عسى الكرب الذي أمسيت فيه ... يكون وراءه فرج قريب

وقوله:

عسى فرج يأتي به الله إنه ... له كل يوم في خليقته أمر