متممة الآجرومية،

محمد بن محمد الرعيني (المتوفى: 954 هـ)

باب المفعول فيه

صفحة 60 - الجزء 1

  وَجَمِيعُ أَسْمَاءِ الزَّمَانِ تَقْبَلُ النَّصْبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ، لا فَرْقَ فِي ذَلِكَ بَيْنَ الْمُخْتَصِّ مِنْهَا وَالْمَعْدُودِ وَالْمُبْهَمِ.

  ونعني بِالْمُخْتَصِّ: مَا يَقَعُ جَوَابًا لـ «مَتَى»، نَحْو: «يَومَ الْخَمِيسِ»، تَقُولُ: «صُمْتُ يَومَ الْخَمِيسِ».

  ونعني بِالْمَعْدُودِ: مَا يَقَعُ جَوَابًا لـ «كَمْ»، كـ «الْأُسْبُوع» وَ «الشَّهْر»، تَقُولُ: «اعتكفتُ أسبوعًا».

  وَنَعْنِي بِالْمُبْهَمِ: مَا لَا يَقَعُ جَوَابًا لِشَيْءٍ مِنْهُمَا، كـ «الْحِينِ» وَ «الْوَقْت»، تَقُولُ: «جَلَسْتُ حِينًا».

  وَأَمَّا أَسْمَاءُ الْمَكَانِ فَلا يُنْصَبُ مِنْهَا عَلَى الظَّرْفِيَّةِ إلَّا ثَلاَثَةُ أَنْوَاعٍ:

  الْأَوَّلُ: الْمُبْهَمُ⁣(⁣١)، كَأَسْمَاءِ الْجِهَاتِ السِّتِّ، وَهْي: «فَوْقُ» وَ «تَحْتُ» وَ «يَمِينُ» وَ «شِمَالُ» وَ «أَمَامُ» وَ «خَلْفُ» وما أَشْبَهَهَا.

  وَالثَّانِي: أَسْمَاءُ الْمَقَادِيرِ، كَالْمِيلِ وَالْفَرْسَخِ وَالْبَرِيدِ، نَحْو: «سِرْتُ مِيلاً».

  وَالثَّالِثُ: مَا كَانَ مُشْتَقًّا مِن مَصْدَرِ عَامِلِهِ، نَحْو: «جَلَسْتُ مجلِسَ زَيدٍ»، قَال اللَّه تَعَالَى: {وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ}⁣[الجن ٩]. وما عَدَا هَذِهِ الثَّلَاثَةَ الْأَنْوَاعِ مِن أَسْمَاءِ الْمَكَانِ لَا يَجُوزُ انْتِصَابُهُ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ، فَلا تَقُولُ: «جَلَسْتُ البيتَ»، وَلَا «صَلَّيْتُ


(١) وهو ما لا يختص بمكان بعينه، ولا تعرف حقيقته إلا بما معه من مضاف إليه أو إشارة ونحوهما ويقال فيه أيضا: هو ما افتقر إلى غيره ببيان صورة المسمى. ويقال فيه أيضا: هو ما كان غير محدود.